-
-
صَارَ مُضَايِقُوهَا رَأْسًا. نَجَحَ أَعْدَاؤُهَا لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَذَلَّهَا لأَجْلِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهَا. ذَهَبَ
أَوْلاَدُهَا إِلَى السَّبْيِ قُدَّامَ الْعَدُوِّ. (مراثي إرميا5:1)
كثيرٌ من النَّاس ينتظرون حتى تصبح الأمورُ قبيحةً جدّاً قبل أن يُدركوا أنّهم
ابتعدوا عن الربِّ. وهذا ما حدث تماماً لمملكة يهوذا المُنتخبة. ابتعدوا تدريجيّاً
عن الله واختاروا طريق السَّعادة المؤقتة رغم كلِّ التّحذيرات من الله القدير
بواسطة أنبيائه. وعندما ابتعدوا عن طريق الله، صاروا مسؤولين عن تجاوزاتِهم
وأُخِذوا إلى السَّبي.
هدفُ الشَّيطان وأجناده هو تدمير شعبِ الله. ينظر إلينا بكراهية ويريد السَّيطرة
علينا بأيِّ ثمنٍ. العدوُّ مستعِدٌّ لبذل قُصارى جهده لإبعادنا عن محضرِ الله. إذا لم
تفتح عينيك وتفحص الدَّرب الذي تسير فيه، فستكون في يدِ الشَّيطان عاجلاً أم
آجلاً. لذلك افحص نفسَك وتأكّد من ثباتك في الإيمان (1 كورنثوس13:16).
أعداؤنا يحصَلون على ما ينبغي أن يحصل عليه شعبُ الله المقدَّس- الرَّخاء-
لأنّهم أخذوا الكثير من الناس إلى مملكتهم. ونحن، على الرُّغم من امتلاءنا
بالرُّوح القدس (ذات روح القوّة التي مُنحِت ليسوع والتي مكَّنته من فِعل
المُعجزات)، فإنّنا لا نفعل أيَّ شيء غير عادي. تتّصف عبادتنا لله بالأنين
والتّذمر والتّوسُّل طلباً للمساعدة، في الوقت الذي يجب أن تكون فيه تضرُّعاً
حقيقياً لإنقاذ جيلنا من الخطيئة.
ما فعله شعبُ يهوذا أغضبَ الربَّ. هل تعتقد أنَّ الله اليوم سعيدٌ عندما نشاهد
المسلسلات والأفلام القذرة؟ أو عندما ترتدي النِّساء في الشَّوارع ملابس ضيِّقة،
يرتدين ملابس بطريقة تُخجِل خليقة الله؟ أو عندما نستخدم لغة سيِّئة أو نقول
أشياء لتدمير الآخرين؟ هل تتصرَّف بهذه الطريقة؟ حذارِ! كان يهوذا من الربّ،
لكنه خيَّبَ أمله. لذا، بدلاً من منحهم السَّعادة، أعطاهم الله الحزنَ. أيُّها الإخوة،
الحياة مع يسوع أفضل بلا حدود.
دنَّس هؤلاء النّاس أنفسَهم. عندما تستسلم للتّجربة وتفعل الشَّر، فأنت تكسِر وصايا
الله. الشَّخص الذي يكذب أو يستخدم وسيلة مشكوكٌ فيها لتحقيق رغباته ينفصِل
عن الله، ولن يتمتَّع بشركةٍ معه فيما بعد. لا فائدة من البكاء والتضرُّع إلى الرُّوح
القدس- هذا الشَّخص لن يستخدمه الله بعد الآن. لذلك امتحنْ سلوكك وتُبْ اليوم.
إنّه لأمرٌ مُحزِنٌ للغاية أن يرى شعبُ يهوذا أولادهم ذاهبين مباشرة إلى السّبي من
قبل العدوِّ. لماذا تستمرُّ في الخطيئة، مادمتَ ستيأس حتى آخر يومٍ قبل موتك؟ إذا
كنت قد دنَّست نفسك، اطلب غفران الله الآن.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز