-
-
وَقَدْ خَرَجَ مِنْ بِنْتِ صِهْيَوْنَ كُلُّ بَهَائِهَا. صَارَتْ رُؤَسَاؤُهَا كَأَيَائِلَ لاَ تَجِدُ مَرْعًى، فَيَسِيرُونَ بِلاَ قُوَّةٍ أَمَامَ الطَّارِدِ. (مراثي إرميا6:1)
حربُ القداسة أمرٌ جدَّي. فكثيرون خسِروا معارك عِدَّة وهم في أيدي العدوِّ عملياً. ولكنَّ الحربَ لم تنتهِ بعد، وكلُّ من لديه محاكمة عقلية ويحبُّ السَّعادة يجب أن يتخلَّى عن طريق الخطأ. يحذِّرنا الربُّ كي لا نحبَّ العالم والاشياء التي في العالم (1 يوحنا 2: 15). لو لم تكن هذه ذاتُ أهمية كبيرة، لَما أعطانا العليُّ هذا التّحذير. إنَّ سعادتك الأبدية مشروطة بالانفصال عن العالم.
عندما خلَّصك الربُّ، أعطاك مجده (يوحنا ١: ١٦ ؛ ١٧: ٢٢). وهكذا يمكنك أن تعكس صورته وتقوم بعمله، وأن تاخذ مكانتك في المسيح. علاوةً على ذلك، أنت أكثر قوَّة وقدرة من جميع قوى الجحيم مع القوَّة الإلهيّة. ولكن، يُمكن أن تتدمّر إذا كنتَ لا تسهر، كما حدث مع مملكة يهوذا؛ وهكذا تخسر المجد الذي أعطاه الربُّ لك. وما يتبقى هو الحنين إلى الوطن ومجرَّد الإرادة للفوز والعديد من المبادرات التي لن تنجح أبدًا.
لقد خسرت مملكة يهوذا كلَّ مجدِها. وتمَّ تجريد هؤلاء الأشخاص من صلاحياتهم تدريجياً، وبدلاً من إدراك أخطائِهم وطلب المغفرة الإلهية واستعادة وضعهم الرُّوحي السَّليم، تأقلموا مع الشُّرور التي أثّرت عليهم. ثمَّ جاءت الّلحظة التي لم يتبقَّ فيها شيءٌ من القدرة الرُّوحية الجميلة التي كانوا يتمتَّعون بها؛ فتمكَّن العدوُّ من اقتيادِ أولاده إلى السَّبي.
ملوكُ شعب الله قاموا بالعمل بجدٍّ واسعدوا الربَّ، لكنَّهم توقّفوا عن التَّغذية على خبز السَّماء، وبدأوا يسيرون مثل الحيوانات بلا قوَّة. هذه هي صورة حياة الكثيرين، الذين كانوا فائزين سابقاً، لكنَّهم سمَحوا لأنفسِهم أن ينجرفوا بالغرور، ليكونوا في متناول يدِ المُفترس! إذا استمرُّوا في العيش بطريقةٍ غير مسؤولة، دون التواصل مع الربِّ، فسوف يتبدَّدون قريبًا.
الضَّرر ليس لهم فقط، بل ضررُ الكثيرين أيضًا، ولكن بسبب المجد الذي سكنهم، سيتمُّ تحريرهم من قوى الشَّر. الله يدعونا للعودة إلى الحبِّ الأول. فإذا جثوتَ عند قدميه، سيتمُّ استعادة مجدك، لأنَّ عطايا الله لا رجعة فيها (رومية29:11). لقد اختارك الله لتكون قناةً للبركة، وليس لعنة. حتى لو كنت قد ذهبتَ بعيداً جدّاً، ارجع بسرعةٍ. هذا هو الوقت المُناسب كي يحرِّرك الربُّ من كلِّ الظلم.
ابتعد يهوذا كثيراً عن ملجأ حمايتهِ. وعلى الرُّغم من إصرار الربِّ، اختارَ شعبه تصديق الكذاب (يوحنا44:8). ثمَّ فتحوا أعينهم في الأسرِ ورأوا كم كانوا أغبياء ولكن بعد فواتِ الأوان. الآن قبل أن يُغلق الباب، وتنطفئ الانوار وتستيقظ في الهاوية السُّفلى، عُدْ إلى الذّراعين الّلتين تمنحانك السَّعادة الأبدية.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز