-
-
قَدْ أَخْطَأَتْ أُورُشَلِيمُ خَطِيَّةً، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ صَارَتْ رَجِسَةً. كُلُّ مُكَرِّمِيهَا يَحْتَقِرُونَهَا لأَنَّهُمْ رَأَوْا عَوْرَتَهَا، وَهِيَ أَيْضًا تَتَنَهَّدُ وَتَرْجعُ إِلَى الْوَرَاءِ. (مراثي إرميا8:1)
من يتخيَّل- أورشليم، التي فرِحَ الربُّ بها كثيرًا، قد أصبحتْ هُزءًا! من المُحزِن أنَّ هذا ما يحدث بالضَّبط عندما يترك الشَّخصُ اللهَ الذي اشتراه يسوعُ بالدَّم الثَّمين، ويعتمد بالرُّوح القدس وتوكل إليه مهمَّة رائعة، ثمَّ يستسلم للمُغريات. وإذا لم يعترف بخطاياه ويَتُب، فلن يشاركَ مرَّة أخرى في الآياتِ التي يذخرها له الربُّ.
قبل أن يسقط شخصٌ ما، يحذِّره الرُّوح القدس من أنَّ خطيّته ستسبِّب شرًّا عظيمًا. بعد حدوث التَّعدي، يجلبُ الرُّوح القدس الحزن إلى قلبِ الآثم ليُنتج توبة (2 كورنثوس10:7؛ رومية9: 2-1). لكن إذا أصرَّ الشَّخص على خطأهِ، فستصبح عادة له، وسيبدأ في التصرُّف بطريقةٍ غير عقلانية. عندما تتوقف مخافة الربُّ في قلبك، تبدأ في التركيز على النتائج فقط. وعندئذٍ تُعتَبر خطيتك خطيرة.
هذا ما حدثَ لأورشليم. كان لدى المدينة المقدَّسة كلُّ شيءٍ لتبقى بين يدي الله القدير، لكن- بحماقةٍ كما يبدو- قرَّرت السَّير في طريق الشَّر، مبتعدة عن الربِّ وتركت القداسة وراءَها حتى أصبحت هزءاً. لا تسمح لنفس الشَّيءِ أن يحدثَ في حياتك. إذا وقعتَ في الخطيئة، وفعلتَ أشياءً تُحزِن الربِّ، اعترف بخطأك في الحالِ واقبل غفران الله.
إذا لم تقم بإصلاحِ طُرقك، فستتركك قوَّة الربّ ولن تحترمَ قراراتك. الخطيئة تؤدي إلى الموت، وبدون توبةٍ، لا يُمكن فِعل شيءٍ. تجاهلُ صوتِ الله خطيئة خطيرة. لذا، إذا لم تفهم ما يقوله لك الله وفشلتَ في حِفظ وصاياه، فستصبح مرشّحًا لمواصلة الخطأ.
غرقتْ أورشليم عندما سقطت في بحرِ الهلاك، نظر إليها الربُّ قبل الغرق. وعندما بدأ السَّلام يعود إليها لاحقاً، سمَحت لنفسِها بأن يمتلِكها روح المَعصية مرَّة ثانية، وعادت إلى قفصِ العدوِّ. احذروا يا إخوتي! الشَّيطان ليس سعيدًا بإيمانك بابن الله. فهو يعلم أنك تهدِّد مخططاته الشِّريرة؛ إنَّه يخدعك ويصمِّم على إحباط خِطط الله.
حتى لو كانت خطيتك جسيمة، عُدْ إلى طريق الربِّ اليوم. لقد امتدَّت يدُه لإنقاذك. فغيِّر حياتك في هذه الّلحظة بالذّات. امسِك يدَ الربِّ- إنه يريدُ خلاصك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز