-
-
نَجَاسَتُهَا فِي أَذْيَالِهَا. لَمْ تَذْكُرْ آخِرَتَهَا وَقَدِ انْحَطَّتِ انْحِطَاطًا عَجِيبًا. لَيْسَ لَهَا مُعَزّ. «انْظُرْ يَا رَبُّ إِلَى مَذَلَّتِي لأَنَّ الْعَدُوَّ قَدْ تَعَظَّمَ». (مراثي إرميا9:1)
لقد ألبسَنا الربُّ ثيابَ الخلاصِ (إشعياء10:61). فعندما نرتدي هذه الثِّياب، نغطي عُريَنا ونتحلّى بالجمال؛ لكن عندما نخطئ، نلبس ثيابنا الدَّنسة. في العالم الرُّوحي، ترى ملائكة الله والشَّياطين ثيابنا ملوَّثة. وعندما يحدث ذلك، لن تكرَّم رسالتنا ولن تطيعَ الشَّياطينُ أوامرنا، لأنّنا فقدنا قوَّتنا عليهم.
بدأ كلُّ شيءٍ عندما تحوَّلت أورشليمُ عن الربِّ. أرسل الله أنبياءه لتحذيرهم من أنَّ النِّهاية كانت قادمة، لكن بما أنَّ هناك رخاءً وسلامًا واضحًا، لم يستمع النَّاس إلى هذه التَّحذيرات. يعيش عالمنا اليوم عصرًا من الرَّخاء والكثير من الناس يشعرون بأنَّ هذا سيستمرُّ إلى الأبد، متجاهلين بذلك التَّحذير من خطرٍ وشيكٍ.
على غرارِ النَّاس في أورشليم، يتجاهلُ الكثير منَّا تحذيرات الله. إذا واصلنا القيام بذلك، فسوف نقع في أيدي العدوِّ. عندَ أقلَّ توقّع، سوف تأتي النِّهاية. يُمكن للذين سيغادرون هذا العالم دون خلاصٍ أن يتخيَّلوا ما ينتظرهم إلى الأبد. لهذا السَّبب تحتاجُ الكنيسة إلى بذل قصارى جهدها لحثِّ هؤلاء الناس على التوبة والتخلص من الإدانة الأبدية. إذا تصرَّفنا وفقًا لتوجهات الله، فسوف ننقذ الكثير من النُّفوس.
«لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَد" (التكوين3:6). عندما يُغلق شخصٌ ما قلبه أمام الربِّ، فإنّه يُستعبد للخطية. كم سيكون الأمر محزناً إذا سحبَ الله روحَه منك! اليوم هو الربُّ المعزّي، الذي يتصرَّف تمامًا كما فعل يسوع خلال خدمته الأرضية. من يستمع إلى كلمة الله سيرى أنَّ ذراعيه ستساعده ليرتفع وسيُنتج الكثير من الثِّمار طوال الأبدية.
كان النَّبي إرميا مضطربًا لأنّه عرفَ مصير شعبه خلالَ سبعين عامًا في السَّبي (إرميا11:25)، حيث سيفقد الكثيرون حياتهم، وسيعاني الكثيرون من هذا الشَّعب المقدّس معاناة عظيمة! لذلك تضرَّع لله كي يرى آلامَهم. عندما نشعر بالحاجة للصَّلاة من أجلِ أعمال الله، أو من أجل شعبه، يجب أن نأخذ هذا على مَحمل الجدّ. بما أنَّ صلاة البار تقتدر كثيراً في فِعلها (يعقوب16:5), سنكون قادرين على تغيير حياة العديد من النّاس.
رأى إرميا العدوَّ يتعظَّم. لأننا نمتلك الرُّوح القدس، يجب أن ندعو الربَّ عندما نشعرُ أنّ شخصًا ما على وشك التَّعرض لمرضٍ أو عندما ندرك أنَّ الشّيطان على وشك تدمير عائلة أو منطقة أو أمّة. يجب أن يخسرَ الشَّيطان دائمًا وأن يزدهر الذين يحبُّون الله ويسعدوا دائمًا.
علاجُ جيلنا في أيدينا، أيّها الإخوة. في الواقع، لا يحبُّ الربُّ إرسال أيِّ شخصٍ إلى الجحيم. فهو لا يريد أن يُدان أحدٌ إلى الأبد. فلماذا لا تتعاون معه وتساعد في إنقاذ النّاس، ليخلصوا من النّار الأبدية؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز