تَكَبُّرُ قَلْبِكَ قَدْ خَدَعَكَ أَيُّهَا السَّاكِنُ فِي مَحَاجِئِ الصَّخْرِ، رِفْعَةَ مَقْعَدِهِ، الْقَائِلُ فِي قَلْبِهِ: مَنْ يُحْدِرُنِي إِلَى الأَرْضِ؟ (عوبديا3:1)

عندما يدخلُ الكبرياء قلوبنا، يكون الوقت قد حان للتراجع لأنَّ السُّقوط باتَ وشيكًا. الكبرياء هو علامة على أنَّ خطة الشَّيطان لتدميرنا جارية. لقد حان الوقت إذن للعودة إلى الكتاب المقدَّس، وبقلبٍ مفتوح، اكتشف ما يخبئه الربُّ لحياتك. اتبع تعليماته وتخلَّص من أفكار توهمك أنك أفضل أو موهوب أكثر من غيرك.

يأتي الغرورُ من الشُّيطان، مشيراً إلى أنّه دخل حياتك بطريقة ما لتدميرِك. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. (1بطرس٨:٥). عندما تتصرَّف بكبرياء، فإنَّ الشَّيطان يصرخ منتصراً قائلاً: "نعم!". الكبرياء خبيثٌ وسيقودك إلى طرقٍ رديّة وسيجلب شروراً أخرى لتدمير البشرية. وهكذا غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا (مزمور٧:٤٢).

إذا كان الربُّ صالحًا لك، فاِعتبر؛ لأنَّه يكشف لطفه، فلديه خططاً خاصَّة لك للوفاء بها. وإذا كنت تعتقد أنَّ الفضيلة لديك هي عطية طبيعية، فلن تثير غضب الربِّ فحسب بل ستُعطي الفرصة للعدوِّ أيضاً لدخول قلبك. لكن لأنّه يحبنا، فالله العظيم يهيِّئنا لخدمته. إنّه يوزِّع هباته من أجل عمل معيَّن، وفقاً لإرادته. 

لا تبدأ مطلقًا بعبارة "التواضع جانباً ..." ، ولا تتباهى أنك الأفضل. عندما تقبل الكبرياء، فإنك تقبل الخداع أيضاً. والشَّيء التالي الذي تعرفه هو أنك تتَّخذ جميع القرارات الخاطئة، وتقوم بأشياء تتعارض مع مبادئ الكتاب المقدَّس، وبالتالي تجلب المعاناة لنفسك وللأشخاص من حولك. الغرور يُفسِد قلوبنا، ممَّا يجعلك تعتقد أنك مختلف عن الآخرين ، مبرراً أنك مميَّز بإيمانك أو أكثر جاذبية. الشَّيطان هو سيِّد الخداع. إنّه يعرف نقاط ضعفك والمكان الذي سيضربك فيه. أولئك الذين يستمعون إلى الشَّيطان ينتهي بهم المطاف إلى فقدان مجدهم وسيعانون في أيدي الشَّيطان.

من يسكن في شقوق الصَّخرة لديه شعور زائفٌ بالأمان. فلا يوجد مكان أعلى في العالم، ولا يوجد موقع متميِّز قادر على منع الإنسان من التعرض لهجمات الشَّيطان إلَّا الإيمان باسم يسوع وحده، فهو القادر على إنقاذك. عندما يستوطن الشُّموخ في قلبك، يتوقف الإيمان عن العمل. أولئك الذين لا يحيدون يُمنة أو يُسرة هم الذين يخدمون الخالق حقًا (إشعياء٢١:٣٠). المفتاح هو أن أسكن في المكان السِّري للعليِّ دائماً (مزمور1:91).

لذا كُنْ متواضعًا واطلب الربَّ، الذي رغم كونه كلِّي القدرة، والإله الحقيقي الوحيد، لكنّه وديعٌ ومتواضع القلب (متى٢٩:١١). طلبَ منَّا أن ننظر إليه على هذا النّحو وأن نتعلَّم منه. تخلَّص من أيِّ آثار للغرور قد تسكن في قلبك. لا تلبس أيَّ ثياب إلَّا تلك التي أعطاها لك الربُّ. 

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز