-
-
وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. (العبرانيين 1:11)
بما أنّ الإيمان هو أكثر ما يُرضي الرّب، فيجِب أنْ ندرسه حتّى نتعلّم ماذا يعني وما نستطيع أنْ نفعَله أو نناله مِن الآب مِن خِلاله. كما علمنا الرّب يسوع: لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ. (مرقس 22:11). وأيضاً تبرهن تجربة بطرس، أنّه بالإيمان باسم الرّب يسوع أعاد للرجل الأعرج صحّته بالكامل (أعمال الرسل 6:3). أيضاً بالإيمان حصل خدّام الرّب القدماء على شهادة حسنة لأنّهم أرضوا الله العليّ (العبرانيين 2:11). اليوم يجب أنْ يمتلك هذه الشروط كل من يقترِب من الآب حقّاً.
الفكرة عن أهميّة الإيمان قد جاءت بالرّب يسوع، وفي العهد القديم يوجد مظهرين للإيمان، وإحداهُما يتكلّم عن الرجاء، فواضح أنّ إبراهيم، اسحق، يعقوب، موسى، وداود وآخرون عمِلوا بالإيمان، لكن فعلوا هذا دون أنْ يفهموه، أمّا في العهد الجديد، استُعملت هذه الكلِمة مراراً و تكراراً، واليوم بالرغم من أهميتها، قليلون من يَنالون هذا العنصر المقدّس، وهذا يفسر فشل أغلبية الأشخاص.
هُناك أساس متين عليكَ أنْ تستنِد عليه لتبقى آمناً ومحميّاً، عندما يأتي الإيمان إلى قلوبنا، ننال الثقة بأنّنا سنحصل على بركة معيّنة، ويمنَحنا الرّب الإرشاد الذي نحتاجه، ومن ناحية أخرى، بِلا إيمان نحيا في تردّد، وتصبح صلواتنا كالقرعة، لأنّ من يُصلّي بإيمان، يملك الثقة أنّه سينال طِلبته .
الإيمان أيضاً يعني الثّقة بما نرجو، والإيقان بأنّنا سوف ننال وعدَ الرّب لنا، حتّى قبلَ أنْ تظهر البَركة، فهو كدليلِ ملكيّة على عقارٍ لنا، حتّى دونَ أنْ نرى هذا العقار، فيكفِي أنْ يكون المُستند مع الشخص ليثبت ملكيته . فمن يملك الإيمان يعرف البركة خاصّته حتّى قبل أنْ تظهر.
كلّنا نعلم أنّ الإيمان بالخبر والخبر بكلِمة الله (رومية 17:10). فعندما نفهم قول الرّب بأنْ نكون سعداء، ونؤمن بما يقوله تولد عقيدة في أعماقنا، والتي يقوم الكتاب المقدّس بتدريسها، ألا وهي الإيمان، ومن يقتنيها ينظر إلى التحديات ولا يرهب، لكن باسم الرّب يسوع وبكلّ هدوء، يتمسّك بالبَركة ويحصل على النتيجة التي يرومها.
فمهما كانت الكنيسة التي نرتادها، وأياً كان الواعظ، ومهما كانت نيّتنا، لا يمكننا مفاوضة الرّب مقابل الوعود،فهو لا ينحني أمام التحدّيات، ولا يستجيب للأشخاص لأنّهم يتألمون فقط، بل يستجيب لكلّ من يعمل بالإيمان ... فكونوا على ثقة بذلك !
محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز