قوة الإيمان

من المُستحيل القيام بعملِ الله بلغةٍ غير نظيفة. في العهد الجديد، عندما تلقَّى النَّبي إشعياء إرسالية الربِّ، رأى أحد السَّيرافيم يأخذ جمرةً من المذبح بملقطٍ ويلمس فمه قائلاً إنَّ إثمه قد أُخِذ (إشعياء 6: 6-7) . ويُظهِر العهدُ الجديد بدوره أنَّ اسم يسوع قدوسٌ (فيلبي 2: 9-10). لذلك، يجب أن نطهِّر أفواهنا لكي ندعو باسمه؛ وإلَّا فإَّن التَّضرّع لن يُنتج التأثير المطلوب.

كيف سيلمسُ الربُّ شفاه شعبنا؟ قال الربُّ إنَّ قدمي بطرس فقط يجب أن تُغسَل لأنَّه قد اغتسل كلَّه (يوحنا13: 9-10). ماذا استخدم السَّيد ليغسل بطرس والآخرين طالما أنّه لم يمسَّ شفاههم بجمرةٍ من المذبح؟ لقد مسَّهم يسوعُ عندما سمِعوا بشارة الإنجيل وآمنوا بها. استمِعوا لكلمة الإيمان، التي تطهِّرنا تماماً.

ما هو الفرقُ الأساسيُّ الذي يميِّزنا عن خدّام العهد القديم؟ هم لم يعظوا عن الإيمان. كانَ يسوعُ هو أوَّل من تحدَّث عن الإيمان. وقد استلم خدَّام الله ذلك لاحقاً من أجل تحقيق المهمَّة، ولكن ليس بالطريقة التي نتلقّاها اليوم. عندما تُعطى لنا، لا نحتاج أن نسأل الربَّ إذا كان بإمكاننا القيام بعمله، لأنَّ الإيمان يسمح لنا باستخدام اسم يسوع القدُّوس.

قال يسوع، وهو يصلِّي للآب، أنَّه جاء ليعرِّف النّاس باسم الربِّ، وقال أيضًا إنّهم سيعرفونه أكثر (يوحنا26:17). قال بطرسُ أنَّ الإيمان يأتي باسم يسوع، الذي شفى المشلول عند باب الجميل (أعمال الرسل16:3). لذا يجب أن تكون مهمَّتنا الأساسية أن نملأ قلوبنا بالإيمان لأنّنا سنفعل الأفضلَ للنّاس بعد ذلك.

يمكّننا الإيمانُ من مواجهة أسوأ العقبات والتغلّب عليها. يمنحنا القوَّة لشفاء المَرضى، لنبطِل كلَّ شرٍّ، ونخلِق مواقف يرى النّاسُ من خلالها عمل الله. لكن أين المعجزات التي صنعها يسوع والرُّسل اليوم؟ حسنًا، إذا لم ينهض الإيمان في قلوب النّاس من خلال إجتماعاتنا، فلن يكونَ يسوعُ حاضرًا فيها وبالتالي ولن يُسرَّ الربُّ (عب 11: 6).

يجب أن نفعل ما فعله بولسُ في مدينة ليسترا الوثنية. كما كانت عادته في كلِّ مكان، لم يكن يهتمُّ بفعل أيِّ شيء آخر سِوى الكرازة بالكلمة التي تُنتج الإيمان. جلسَ هناك رجلٌ كان معوّقًا من رحمِ أمِّه. ولكن كي يحصل على الكلمة التي علَّمَها بولس، امتلأ بالإيمان. فأمره الرَّسول أن يقف بشكلٍ مستقيمٍ وهكذا شفي تماماً (أعمال 14: 8-10)!

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز