آبَاؤُكُمْ أَيْنَ هُمْ؟ وَالأَنْبِيَاءُ هَلْ أَبَدًا يَحْيَوْنَ؟ (زكريا5:1)

يمنح الربُّ النَّاس الفرصة للتعرف عليه في كلِّ الأجيال. عدم الرَّاحة التي تنشأ في قلب الجميع هي إحدى الطرق التي يُظهِر من خلالها أنَّ الحياة ليست فقط بوفرة السِّلع أو الأشياء المادية الأخرى التي لا تملك القوَّة لإعطاء البشر إحساسًا بالإكتفاء. يجب أن تولد من جديدٍ، وفي الوقت نفسه، يجب أن تكون تلميذًا ليسوع، فهذه هي المواقف التي تجعل الناس يستمتعون بالسَّلام بكلِّ تأكيد، وهذا يمنح اليقين بخلاصِهم، وبالتالي، ليكونوا كاملين.

عندما تنتهي إقامتنا في هذا العالم، لن تكونَ هناك فرصة أخرى للإنسان كي يعرف الخالق ويُصلح الأمور معه. أولئك الذين يقاومون الصَّوت الإلهي سوف يبكون يائسين طوال الأبدية ولن يجدوا عزاءً. لذلك، هذا هو الوقت المناسب للإنسان للتّخلص من الخطيئة- التي وُلدنا فيها جميعًا- كي نختبر الولادة الجديدة. بهذه الطريقة يتمُّ ضمانُ الخلاص الأبدي (يوحنا 3: 3). 

من ناحيةٍ أخرى، إنَّ الذين يمرُّون بمشقاتٍ في الحياة، ويعانون من الحِرمان في كلِّ شيء، هم في الواقع مُلامون بسببِ كلّ هذه الأشياء لأنّهم لم يلتفِتوا إلى الإنجيل- وهو الخبر السَّار عمّا فعله يسوع من أجلِنا بموته. فلو تصرَّفوا بشكلٍ مختلفٍ فقط، لاكتشفوا أنَّ إلهنا يريدنا أن نأكل خير الأرض، فهو يريد الأفضل لنا. يعلن الربُّ في كلمته أنّه يَسعد بازدهار خدّامه (مزمور٢٧:٣٥).

أرسل الربُّ أنبياءه ليفتحوا عيون شعبه، لكنَّ الكثيرين لم يريدوا الإستماع إليهم. كانت الرِّسالة هي التّغيير- تغيير الاتجاه والأفكار والأعمال- لكنَّ الكثيرين فضّلوا القيام بما يرونه مناسبًا. لقد مرّوا بالحياة دون مساعدة الخالق. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ مصيرهم كان أفضل، ولعاشوا في ظروفٍ أفضل، لو لم يغلقوا الباب أمام العمل الإلهي.

لكي تكون راعيًا للكنيسة، لا يكفي أن تحضر الخدمات وتنتظر أياماً أفضل. عليك أن تقوم بدورك. يجب أن تسمع كلمة الله وأن تحقِّق الوصيّة الإلهية بلا خوفٍ. كلُّ ما يُظهِره الله لك في الكتاب المقدَّس يصبح وصية، والذين يحفظونها سيكتشفون مدى سهولة الالتزام بها. أمّا المتمرِّدين فلن يَروا النُّور.

تأمّل في تصرفات والديك سواءَ البيولوجية أو التي تبنّيتها منهم كمعلِّمين أو موجِّهين. لقد أتيحَت لهم الفرصة لفعل ما قالته لهم الكلمة. الآن، كلُّ ما تركوه له علاقة بالدَّينونة. قُم بتعديل طريقك الآن حتى يمكنك كي تغادر إلى حياة أفضل بلا حدود، عندما يحين وقتك.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز