وَيْلٌ لَهُمْ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ. (يهوذا11:1)

لا شيءَ أكثر حزناً من التَّجوال بعيداً عن طريق الربِّ. عندما يسمع شخصٌ الإنجيل، يحصل على أعظم عطية على الإطلاق- الخلاص الذي يجعله لن يضلَّ إلى الأبد بل سيذهب إلى السَّماء. ورغم ذلك يرفض العدوُّ أن يُهزم ويأتي دائمًا لإغرائنا بكلِّ أساليبه (كورنثوس الثانية11:2). الشَّيء المُحزن هو أنَّ الكثيرين يبتعدون عن طريق الله للسَّير في طريق المعاناة.

على الرُّغم من حقيقة أنَّ القرار الذي اتّخذه قايين كان أسوأ خيارٍ ممكن، إلَّا أنَّ هناك أشخاصًا يتَّخذون نفس الإجراء. بادئ ذي بدءٍ، يفقدون راحة البال ثم تهيمن عليهم الأرواح النَّجسة. في النِّهاية، سوف يُطرحون في البُحيرة المتَّقدة بالنَّار والكبريت إلى الأبد (رؤيا 21: 8). ونتيجة لذلك سيتعذَّبون ليلًا ونهارًا دون أن يتمكَّنوا من الحصول على الرَّاحة لدقيقة واحدة، وما يجعل الأمور أسوأ أنّه لن تكون هناك فرصة ثانية: من يُلقى في الهاوية التي لا قعرَ لها لن يتوقف عن السُّقوط أبداً.

كان مستقبل قايين ساطعًا لو اهتمَّ بشأن ما سيقدِّمه للربِّ، ولكن بعد رفض تقدمته، قرَّر قتل أخيه. تصرَّف بحسدٍ عندما اكتشف أنَّ ذبيحة هابيل قد قُبِلت (تكوين 4). اطلب إرشاد الربِّ بشأن ما يجب أن تقدِّمه له وجميع الأشياء الأخرى المتعلِّقة بحياتك. بمجرَّد الحصول عليها، تصرَّف وفقًا لما أُعلِن لك.

كان تمرُّد قورح خطيراً للغاية: تمكَّن من الإنضمام إلى عدد قليل من العُصاة، الذين دفعوا أنفسَهم بجرأة للنُّهوض ضدَّ عمل الربِّ. لا تتكلَّم بشرٍّ عن عمل الله ولا تنضمَّ إلى من يفعل ذلك. يغار الربُّ على عمله (خروج14:34) ، لذلك لا تنجرف بروح الخداع، لأنَّه مخيف هو الوقوع في يدي الله الحيّ (عبرانيين31:10). بالتَّأكيد لن يفشل في معاقبة الذين يعطِّلون خطته.

الطريقُ الوحيد الذي يجب أن نسير فيه هو طريق الله، الذي هو الحقُّ والحياة. إذاً ماذا نحتاج بعد؟ قد يقول شخصٌ ما "لا شيء"، لكن ليس هذا ما علّمه يسوعُ. لقد أعلن أنَّ الإنسان يعيش بكلِّ كلمة تخرج من فم الربِّ (متى 4.4). لذلك عندما تفهم ما يكشفه لك الله القدير، تمتلك الارشاد لحياتك، وبامتلاكِ كلمته، لا يمكن للشَّر أن يصل إليك.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز