لأَنِّي فَرِحْتُ جِدًّا إِذْ حَضَرَ إِخْوَةٌ وَشَهِدُوا بِالْحَقِّ الَّذِي فِيكَ، كَمَا أَنَّكَ تَسْلُكُ بِالْحَقِّ. (3يوحنا3:1)

كان الشَّيخ غايس مثالاً لخادم الله الذي لا يتعدَّى أبداً، ويسير بقوَّة في الحقّ حتى أصبح الحقُّ خاصّته. يجب أن نكون جميعاً مثل غايس، لأنّنا سنكون على ما يُرام إذا تصرَّفنا مثله؛ حتى صحّتنا ستشهد أنّنا نعيش الكلمة الإلهية حقاً. يجب أن يكون هذا هدف جميع أعضاء جسدِ الربِّ. عندما تكون الرُّوح على ما يُرام، كلُّ شيءٍ يسير بشكلٍ رائعٍ.

تحدَّث يوحنا عن الفرح الذي غمر قلبَه بسبب السُّلوك المسيحي لكبار السِّن. من الصَّعب أن نفهم كيف يفشل النّاس في أن يعيشوا الإيمان الذي تلقّوه وكيف أنَّ أفراد العائلة لكثيرٍ من القدِّيسين لا يقلِّدونهم. إنَّ الشَّهادة الحسَنة للعائلات المسيحيّة تملأ قلب الله بالسَّعادة وهذه هي مكافأة عملهم. الآن، عندما يحدث العكس، يأتي الشُّعور بالحزن العميق.

لا يوجد شيءٌ أفضل من أن نكون أمناءً في كلِّ شيءٍ تجاه إخوتنا وتجاه الذين ليسوا بعد جزءًا من العائلة الإلهيّة. نحن رسائل حيَّة للربِّ يسوع (كورنثوس الثانية 3: 3)، وهذا يعني أنّه ليس الضَّالون فقط بل المخلَّصون أيضًا يجب أن يقرأوا فينا ما يقوله الكتاب المقدَّس. حتى الطريقة التي نسير أو نحدّق أو نتحدَّث بها، أو اقترابنا من الآخرين يجب أن تكون رسالة لكلِّ من يحتاج إلى رؤية محبّة الله وهي تعمل فينا ومن خلالنا.

الإخلاصُ في كلِّ شيء هو علامة تجارية لكلِّ مسيحيٍّ. المؤمنون يُغلقون فم العدوِّ، وحتى إذا تكلَّم شخصٌ ما عن أحد أبناء الله، فلن يصدِّقه أحدٌ، ولا حتى أكثر الخطاة الأشرار لأنَّ الحقيقة نفسها ستشهد على سلوك أولاد الله. بالنِّهاية، يجب على كل من يؤمن في المسيح أن ينشر رائحة ربنا الذكية في كلِّ مكان (كورنثوس الثانية 2: 14-15) بالطريقة التي يتصرَّفون بها في جميع أنواع المواقف.

يجب على أبناء العليِّ أن يعيشوا حياة لائقة في عينيه. كلُّ من لا يتصرَّف وفقاً لمبادئ الكتاب المقدَّس يجلب العار للإنجيل لأنَّ النّاس يتوقعون أكثر من المظهر الخارجي للمسيحيين. في الأيام القديمة كانت هناك الحروب لإثبات أن إله أمّة معيَّنة هو الأفضل. أمَّا الآن فمعركتنا هي أن نجعل الضَّال يدرك من خلالنا أنَّ إلهنا هو الربُّ العليِّ الحقيقي للكون كلّه.

يجب أن يكون هدف خدمتنا دائمًا هو عدم الحصول على أيِّ شيءٍ من الذين لم يتحوَّلوا بعد. بفعل ذلك سنعتبر شركاء العمل من أجل نشر الحقيقة. لدينا اسم يسوع وسوف يوفِّر احتياجاتنا، لذلك لا داعي للإنشغال بمصالح أخرى. من يسلك بالحقّ فهو من الله ولذلك يقوم بأعمالٍ حسنةٍ دائماً.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز