-
-
طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. (متّى 5:5)
لا يُقبل الإنسان الظالم في ملكوت الله. والذين لم يقبلوا الرّب يسوع المسيح كمُخلّص لحياتهم بعد، ينبغي أنْ يروا بالحقيقة كيف تغيّرت طباعنا وتصرّفاتنا. فالمسيح هو من يجب أنْ يسكن فينا، ليسَ الإنسان العتيق الذي يسوّي حساباته مع الآخرين بالصراخ والقتال.
أمّا الوُدعاء – هؤلاء الذين يخضعون لروح الرّب ويخدمونه – سوف يحصلون على مكافأة عظيمة: ألا وهي أرض وعد الرّب، التي في انتظار كل مَن يجثو أمام الرّب. لقد قال الرّب يسوع أنّه وديع ومتواضع القلب (متّى 29:11). وينبغي أنْ نكون مثله. حتّى الغير مؤمنين سيحترموننا عندما يُلاحظون ذلك فينا، هذا لا يعني أنْ نكون أغبياء، بل خدّاماً حقيقيين للإله القدير.
ويجب أنْ نكون متواضعين لأسبابٍ عديدة، إحداها لنكون مقبولين مِن الآخرين، وسبب آخر أنّ الشخص القاسي والظالم يؤذي نفسه، فَلا يعرف الطمأنينة والسلام في حياته. بالإضافة لذلك أنّنا يجب أنْ نكون مثالاً صالحاً للمسيح، لنرشد ونقود الضالين (كورنثوس الثانية 2:3).
فالأب يُعرَف من سلوكِ أبنائه، فنحن خُلقنا على صورة ومثال الله. وإن كانَ أحدنا قاسياً، واستمر بذلك حتّى بعد الولادة الثانية، فالأشخاص الغير مؤمنين لن يأخذوا فكرة جيّدة عن الرّب، من جهة أخرى، من يُعاشرنا سيجد شهادة رائعة إن كنّا قدّيسين، وأنّنا لا نحاول انتهاز الفرص، وسيعلمون من خِلال سلوكنا إن كنا مِن أتباع الرّب يسوع أم لا .
قبلَ أنْ يسكن الرّب يسوع في حياتِنا كنّا نتصرّف كالذين لم يعرِفوه بعد، نصرخ ونقاتل كي نُحصّل حقّنا وندافع عنه، بينما الآن نحن حصلنا على القوّة التي تمكنّنا من تحقيق النصر في كلّ شيء.
فقط من يخضع للرّب سوف يرِث الأرض، أمّا الذي يستخدم الكذب في عمَل الرّب سيبقى في الخارج. أنْ تعيش حياة بسيطة أفضل من الحياة الوفيرة بعيداً عن تعاليم الرّب. لأنّ مُكافأة أولئك الذين يتمّمون مَشيئة الله سوف تكون عظيمة جدّاً.
فالإنجيل هو أرض الوعود الإلهيّة، ويوجد فيه كلّ ما نحتاجه، وكل من يسجد للرّب يسوع سيرثها، فالرّب يسوع كان ومازال مثالنا في كلّ شيء. وهو وديع ومُتواضع القلب، فلا نستطيع أنْ نتصرّف بطريقةٍ أخرى، يجِب أنْ نكون أقوياء عِند الضرورة لكن دائماً بوداعة، ودون أنْ ننسى أنّنا خدّام الرّب.
محبّتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز