-
-
يَرْفُضُهُمْ إِلهِي لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لَهُ، فَيَكُونُونَ تَائِهِينَ بَيْنَ الأُمَمِ. (هوشع17:9)
تنبأ هوشع لمدّة 60 عامًا ضدَّ المملكة الشّمالية، التي كانت تتكوَّن من عشرة أسباط من أصل 12 سبطاً، والمعروفة باسم إسرائيل، وعاصمتها السَّامرة، أو إفرايم، السِّبط الرَّئيسي. كانت الأمَّة في ذروة الازدهار، والتي تحقَّقت في أيام يربعام الثاني، لكنَّها تلقَّت نبوَّة قاسية ذكرَها النَّبي كما أمره الربُّ. لأنَّهم لم يلتفتوا لصوت الله، أنَّه محكوم عليهم بالنِّهاية المريرة. ثمَّ في أيام الملك هوشع، الذي يحمل اسم النّبي، أُخِذت القبائل العشر إلى السَّبي في آشّور.
إنَّ رسالة رجل الله هذا هي رسالة لجميع الذين تركوا الربَّ وتجاهلوا كلمته بسبب النَّجاح الذي حقّقوه. الازدهار أو النَّجاح في أيِّ مجال دون احترام واجب العليِّ هو فخٌّ. بدون نعمة الله، لا يستطيع قلبُ الإنسان تحمُّل التَّجربة. فقط أولئك الذين يخدمون الربَّ حقاً هم قادرين على الهروب من الخطيئة وتجنُّب الوقوع في التَّعدي. وتحقيقاً لهذه الغاية، علَّمنا يسوعُ أن نتمسَّك بالمكتوب دائماً.
طلبَ هوشع من إسرائيل ألَّا يفرحوا بازدهارهم لأنَّ ذلك ليس علامة على أنَّهم كانوا على ما يرام. فليكن ذلك درساً لكلِّ من يستطيع أن يُنجز شيئاً في الحياة! في الواقع، ما يُظهر أننا نقوم بعملٍ جيِّد في عيني الربِّ هو مخافة كلمته. عندما نفشل في قراءة الكتاب المقدَّس وتوجيه حياتنا بناءً على ما يقوله الربُّ، نتَّجه نحو الزِّنى الرُّوحي والسَّبي اللَّاحق.
حتى لو زادت ثروتك، لا تضع قلبك عليها. وإذا كنت ناجحًا، اطلب الربَّ لأنّه بعد النَّصر قد تأتي الهزيمة. لا تترك حدود الكلمة. اهربْ من الجَشع، واحفظ جميع الوصايا وتمسَّك بما يقوله الربُّ من خلال الأسفار المقدَّسة. قبول المجد من البشر، وإتباع إملاءات قلبك أو اعتبار نفسك أفضل من الآخرين هو زنى روحي أيضاً. من ينغمس في تلك الدَّعارة سيُطرد من النِّعمة الإلهيّة.
بسبب خطاياهم لم يعودوا يخدمون القدير. والتَّسبيح الذي يكرِّسونه لله لم يتمَّ قبوله، وفوق كل ذلك لن يدخلوا إلى بيت الربّ ومن يأكل طعامهم سيكون نجِساً (هوشع 9: 4). على الرُّغم من استمراره في حثِّ إفرايم على العودة إلى إلهه لفترة طويلة، لم ينجح هوشع. لذلك، كما كان متوقعاً، جاءت العقوبة- يوم القصاص بسبب حماقتهم (هوشع 9: 7) لماذا لم يستيقظوا؟
من الصَّعب أن نفهم لماذا يبتعد الكثير من الناس عن الله. لماذا ينجرفون بالتَّجربة، على الرُّغم من أنَّهم يدركون ذلك الإنذار الكتابي الذي بموجبه تكون أجرة الخطيئة هي الموت (رومية23:6). فإذا كنت تستسلم لتجربة ما، تخلَّص منها الآن من خلال دخولك إلى حضرة الله والاعتراف بخطاياك. من الأفضل أن تخسر كلَّ شيء باستثناء خلاصك. اركض، اهربْ الآن قبل أن يأخذك "الأشوريون" إلى السَّبي.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز