-
-
بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ. (1بط13:4)
بالنِّسبة للَّذين هم في المَسيح، لا يهمّ ما يحدث لهم لأنَّهم يعرفون أنَّ الفرح هو إحدى وصايا الربِّ. إذا كانوا يمرُّون بأوقاتٍ جيِّدة، فإنَّهم يمدحون الله! ولكن حتى في مواجهة أيِّ مِحنة، فإنَّهم لا يتأثرون بأيِّ ضيقٍ أو إزعاج. فبهجة خادم العليّ لا تعتمد على الظروف لأنَّ مكافأتهم ستكون إلى الأبد لأجل كلِّ ما يعانونه من أجل محبّة خالقهم.
المَسيحي الذي يَخشى الإضطهاد ليس ناضجًا في الإيمان، ولكن من يعرف الخطّة الإلهية يعرف أيضًا أنه قد تمَّ اختياره للخضوع لأوضاعٍ تبدو غير سارَّة وعندما تأتي فإنَّ المختارين لن يتأثَّروا بأكاذيب العدوِّ. في الواقع، خدام الله يبحثون عن طريقة للمعاناة من أجل يسوع لأنّهم يطلبون المكافأة التي سيحصلون عليها لأنّهم تألَّموا من أجل ابن الله (متى 5: 10-12).
أولئك الذين لا يتصرّفون مثل بطرس ويوحنا- الذين تعرَّضوا للضَّرب بسبب الكلمة وذهبوا فرحين من أمام المجمع لأنَّهم عانوا من أجل إيمانهم باسم الربِّ (أعمال الرسل 5: 40-41)- يُثبِتون إنهم ليسوا مستعدِّين لخدمة الآب. لذلك، افحص قلبك وانظر ماذا سيكون موقفك إذا كنت تحت تهديد المعاناة بسبب إيمانك بالمَسيح. إذا ارتجفتَ من الخوف بسبب الحقِّ، فهذه علامة على أنك لستَ بخير.
الوصيَّة هي أن تفرح للإشتراك في آلام المسيح، لذلك لا تهرب من أيِّ شيء قد تمرُّ به بسبب الحق. سواء كنت تتعرَّض للتَّمييز أو الشَّتم والتُّهمة الزَّائفة تجاه أيِّ شيء، افرح وتهلَّل لأنَّ أجرك عظيم في السَّماوت. لذا سترى في اليوم العظيم، عندما يمنحك الدَّيان الصَّالح المكافأة، أنَّ الأمر يستحقُّ معاناتك. أولئك الذين يفرحون الآن سيفعلون ذلك في الخلود أيضًا.
يقترب اليومُ الذي سيُعلَن فيه مجدُ الله. كلُّ من تراجع وخَدع أو كذب أو تصرَّف كأحمقٍ ليتجنَّب المعاناة بسبب الإنجيل، سوف يبكي بمرارة لأنه نكر الربَّ وخطته. ولكنَّ الأمناء الذين تألَّموا من أجل عمل الله سوف يبتهجون بشدَّة. بالنِّسبة لهم، لا يهمّ المصاعب التي سيواجهونها لأنَّ الأهمَّ هو الوجود في حضرة الآب.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز