-
-
اُنْظُرْ. قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ إِلهُكَ الأَرْضَ أَمَامَكَ. اصْعَدْ تَمَلَّكْ كَمَا كَلَّمَكَ الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكَ. لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ. (التثنية21:1)
كان موسى يتذكَّر اليوم الذي ارتكبَ فيه الإسرائيليون أكبر خطأ في حياتهم. أخرجهم الربُّ من عبودية أرضِ مِصر، بعد أن صنعَ معجزاتٍ كثيرة أمام أعينهم. عندما وصلوا إلى منطقة الأموريين الجبليّة، أمرهم العليُّ بدخولها والاستيلاء عليها. لكنَّ القادة الحكماء الذين اختاروهم من كلِّ قبيلة أخبروا موسى أنّه يجب عليهم إرسال جواسيس للتحقّق من الأرضِ.
لا يقبل النَّاس التَّوجيه الإلهي دائماً. فمن يَسمع من الله ما يجب عليه فعله، لا يجب أن يطلبَ أو يقبل المَشورة من أيِّ شخصٍ آخر. تردَّد موسى وسَمح لهم باختيار الجَواسيس. عندما عادوا، جلبوا الأخبارَ السَّيئة التي تسبَّبت في ضررٍ كبير للأشخاص الذين لم يكونوا في شركةٍ مع الله. وكانت النتيجة أنَّهم بكوا طِوال اللَّيل وتمنّوا العودة إلى مِصر. هذا الموقف بالذات أغضبَ الربَّ كثيراً.
كانت الأرضُ أمامَهم، وكان عليهم الصُّعود فقط وامتلاكها. ولكن بدلاً من ذلك قرَّروا قبول النَّصيحة للمُضي قدمًا بحذرٍ. كانت النَّتيجة كارثية لأنّهم ابتعدوا عن الخِطة الإلهيَّة عندما أشاع الجواسيسُ الأنباء السَّيئة. ثمَّ اضطرّوا للسَّير في البريّة أربعين سنة. لم يُسمح بدخولهم إلى أرض الميعاد إلَّا عندما تُوفي آخر رجلٍ تجاوز عمره العشرين عامًا في ذلك اليوم.
كم من الوقتِ ضاع من النَّاس الذين أجَّلوا فرصة الحصول على البركة! في الواقع، لقد تمَّ استبعاد البعض بالفعل، وما لم يتوبوا ويطلبوا الغفران الإلهي فلن يدخلوا إلى أرض الموعد. قال الربُّ أنّه ينبغي على بني إسرائيل أن يصعدوا ويمتلكوا الأرض. لو أطاعوا العليَّ لكان قد تقدَّم أمامهم عبر طريقهم ولأضعَفَ الكنعانيين.
أولئك الذين لا يفعلون ما يأمر به الربُّ، لن يُحسَبوا في مجموعة الطائعين، بل بين المتمرِّدين والعُصاة. كخدَّامٍ ليس علينا أن نخشى شيئاً. بالنِّسبة لك، قد يكون جبل الأموريين مشروعًا تجاريًا أو رحلة تبشيرية أو قرارًا بالانفصال عن الأصدقاء الذين يجعلونك تبتعد عن الربِّ. بأيّة حالٍ، كلُّ ما تقوله لك كلمة الله أن تفعله، افعل ذلك فقط وإلَّا سوف تسير وحدك.
ما مدى الألم الذي مرَّ به هؤلاء النَّاس أثناء المشي في الصَّحراء لمدَّة 40 عامًا! كم من الأشياء الجيِّدة التي فاتتهم لأنَّهم لم يستحوِذوا على الأرض التي أُعطِيت لهم! نفس الشَّيء يحدث مع الكثير من النَّاس اليوم. من يتخلَّى عن إتباع الربِّ وتنفيذ أوامره يبقى متجوِّلاً في برّيّة الحياة من جانبٍ إلى آخر. لذلك، كُنْ حازمًا في الإيمان ولا تتوقّف عن فِعل ما قيل لك. الله يحبُّ الذين يحبُّونه (يوحنا 14: 21).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز