-
-
إِنَّمَا كُنْ مُتَشَدِّدًا، وَتَشَجَّعْ جِدًّا لِكَيْ تَتَحَفَّظَ لِلْعَمَلِ حَسَبَ كُلِّ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَكَ بِهَا مُوسَى عَبْدِي. لاَ تَمِلْ عَنْهَا يَمِينًا وَلاَ شِمَالاً لِكَيْ تُفْلِحَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ. (يشوع7:1)
سلَّمَ الربُّ لخليفة موسى القوانين التي يُمكن أن تقود الجميع إلى النَّجاح. مهما كانت مهمَّتك، إذا اتبعتَ التَّعليمات الإلهيَّة، فلن تكون هناك عقبة لا يُمكن إبطال تدخّلها. قيل ليشوع أنّه لا حاجة له أن يفعلَ أيّ شيء، ولكن أن يكون قويّاً. كان هذا ما يجب أن يفعله في سياق الواجب، لأنَّ الربَّ، بالتأكيد سيساعده على القيام بالعمل.
قِيلَ له أن يكون شجاعاً للغاية أيضاً. لم تكن البهجة كافية. عليه أن يتفوَّق في هذا. بناءً على هذا التّوجيه، يُمكننا أن نستنتج أنه ستكون هناك عملية شيطانية دائماً لمحاولة عرقلة نجاحنا. ومع ذلك، لن يكون الجحيم قادرًا على إيقاف عمل الخادم الذي يحقق الأمر الإلهي. باتباع هاتين المشورتين، لن يفشلَ يشوع في تحقيق ما أمر به.
لم يفشل يشوع في تلبية جميع متطلبات شريعة موسى. اليوم لم نعد بحاجة لهذا القلق لأنَّ يسوع قد حقَّق كلَّ شيء مكاننا. على من يسير في نورِ الإنجيل أن يتبع ارشاد الرُّوح القدس. سيعلِّمنا المعلِّم دائمًا ما يجب القيام به في حدود كلمة الله. عندما تفي بتوجيهاته، فإنّك تضع كلَّ القوَّات السَّماوية في العمل، وبالتالي ترى مجد الله.
أمرٌ هامٌّ للغاية بالنِّسبة للمسيحيين ألّا يكونوا متعصِّبين، فهذا انحرافٌ إلى اليمين. أولئك الذين يتصرَّفون بهذه الطريقة لا يمكنهم السَّير في الحق، وبالتالي لن يرضوا الربَّ. أولئك الذين يحاولون اخضاع الأوامر الإلهية للعقل ينحرفون إلى اليسار، مثل المتعصِّبين، لا يرضون الآبَ. لا ينبغي لنا أن نبحث عن المنطق فيما يتكلَّم به الله لأنَّنا نسير بالإيمان، ليس بالعيان أو المشاعر (كورنثوس الثانية 5: 7).
أولئك الذين يلتزمون بهذه التعليمات يُظهِرون أنَّهم متعقّلون، لكنَّ الذين يحتقرون ما يقوله الربُّ سيدركون قريبًا أنَّهم كانوا يضيِّعون وقتهم. لذا كائناً من كنتَ، لا تنجرف بالمظاهر، بل بصوت الربِّ من خلال قراءة الكتاب المقدَّس أو الوعظ بالكلمة. هكذا نجح الرُّسل: سمَحوا للربِّ أن يكون في وسطهم.
يعرفُ أبانا جيدًا ما نحتاجه حتى تكون قوَّته في وسطنا وتقودنا إلى النَّصر الكامل. إذا اتّبعنا توجيهاته فسننجح. ولكن إذا أهملناها، فسوف نطفئ السِّراج عن أرجلنا والنّور عن سبيلنا. (مزمور 119: 105). كلُّ من يسترشد بروح الربِّ لا يتعثَّر أبداً بالعقبات التي تعترض طريقنا لمنعِنا من أن نكونَ مخلِصين.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز