فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:«الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضًا ابْنُ إِبْرَاهِيمَ، (لوقا9:19)

ما حدثَ في زيارة يسوع لمنزل زكَّا، جابي الضَّرائب، يمكن أن يحدث في منزلك إذا سمحتَ لروح الله بالعمل. انطلاقاً من الطريقة التي تحدَّث بها الجابي مع الربِّ يُمكننا أن نستنتج أنَّه كان إنساناً لا يتَّصف بالأمانة. ثمَّ بدأ العمل الذي غيَّر مصير هذا الرَّجل إلى الأبد عندما استمع للذين تحدَّثوا عن ابن الله ونتيجة لذلك نشأت الرِّغبة للقاء السَّيد في قلبه وبدأ البحث عنه.

عرف زكَّا أنَّ يسوع مجتازٌ في مدينته لكنَّه لم يتمكَّن من رؤيته لأنّه كان قصير القامة، لذلك ركض أمام الجميع، وصَعد إلى شجرة الجُميز وانتظر مرور السَّيد في ذلك الطريق. كلّ ما أراده هو رؤية الشَّخص الذي يصنع المعجزات، والذي يمتلك الحلَّ لجميع المشاكل وقد ذاع صيته. لم يعلم جابي الضَّرائب أنَّ الله أعدَّ له شيئًا أكثر من مجرّد رؤية ابنه: أراد اللهُ القديرُ أن يخلِّص حياته وحياة عائلته.

الربُّ يريد أن يخلِّص الجميعَ. لذلك أرسل ابنه الوحيد ليموت عن البشرية جمعاء. ومادام يسوعُ قد دفع مثل هذا الثَّمن الباهظ، فما الذي لن يفعله حتى تُتاح للجميع الفرصة للتخلِّص من ذنوبهم ونوال فدائِهم؟ عندما مرَّ السَّيد بجانب الشَّجرة نظر إلى الأعلى وأخبر زكَّا أنّه سيمكث اليوم في بيته.

يبدو أنَّ ذاك كلُّ ما تمنى الحصول عليه من الربِّ يسوع، لكنَّ الربَّ ذخر له المزيدَ: أرادَ أن ينقل الخلاصَ لجميع أفراد عائلة زكَّا. لا شكَّ أنَّ الله لا يريدك أن ترى عائلتك تسير في طرقٍ متنوِّعة. بالنِّهاية، هناك طريق واحد فقط يستحق المشيَ فيه: طريق الله. إنَّ رغبتك في الاقتراب من الآب لحلِّ مشكلتك هي علامة على أنَّه يعمل في حياتك.

احتجَّ الفريسيّون لأنَّ يسوع أراد أن يذهب إلى منزل عشَّار، لكنَّه كان يعرف ما هو مزمعٌ أن يفعله هناك. وبالمثل، يعرف الربُّ ما يستطيع أن يفعله في حياتك؛ لذلك، لا تخفي شيئاً عن الذي لديه القدرة على تغيير مصيرك. هذا هو أفضل وقتٍ في حياتك لأنَّ رغبتك في لقاء العليِّ والسَّير في طريق الخير تُثبت أنَّه مقدَّر لك أن تكون سعيدًا.

بمجرَّد أن وجد نفسه أمام الربِّ، تشَّجع زكّا ليعترف بخطاياه، وبناءً على ما كُتِب في النَّاموس، قرَّر إرجاع ما أخذه من النّاس. ثمَّ قال يسوع أنَّ الخلاص قد حصلَ اليوم في بيته.

لا تفشل في اتِّخاذ قراراتك على أساس المكتوب؛ عندما تفعل ذلك، ليس أنت فقط، بل كلّ أحبائك سيُقبلون في عائلة الله.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز