-
-
أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. (يوحنا5:15)
أولئك الذين يتعلّمون من الكتاب المقدَّس بالرُّوح القدس يعرفون أنَّه يجب عليهم انتظار ضوء الله الأخضر قبل أن يتَّخذوا خطواتٍ تالية. فطالما وعدَ الربُّ بالانضمام إلينا في المعركة، فنحنُ على يقينٍ أنَّه سيحارب عنَّا لأنَّه وعدَنا بذلك. يعلن الربُّ أنَّه الكرمة الحقيقية، ونحن الأغصان؛ لذلك سيحارب عنَّا بكلِّ تأكيد.
الشَّيء الجيِّد هو أنَّ الله يُنجِز كلَّ ما هو ضروري، ونحن أدواته لتحقيق خططه الخاصَّة. وهو لن يتوقَّف عن مساعدتنا واستخدامنا أبداً بصفتِه فادينا. لقد اقْتَنَى كُلْيَتَيَّ. نَسَجَنِي فِي بَطْنِ أُمِّي (مز 139: 13). يعرف الجيِّد فينا ويعرف نقاط ضعفنا أيضًا. عندما يستخدمنا، يقويّنا أيضًا. وهذا يعني أنَّ الله مادام إلى جانبنا، فإنَّنا سننتصر دائمًا.
الربُّ يفعل كلَّ شيءٍ فينا، من حكمة الفِكر إلى القوَّة في المعركة. طالما أنَّنا نتبع الأسفار المقدَّسة، فلن يتركنا دون تصحيحٍ (مز 119: 93). مُبَطِّلٌ آيَاتِ الْمُخَادِعِينَ وَمُحَمِّقٌ الْعَرَّافِينَ. مُرَجِّعٌ الْحُكَمَاءَ إِلَى الْوَرَاءِ، وَمُجَهِّلٌ مَعْرِفَتَهُمْ (إشعياء25:44). عندما يعمل أبونا السَّماوي لن يكون هناك فشلٌ. ونحن نحتاج إليه بشدَّة عندما نواجه صراعات أمامنا، أليس كذلك؟
يُمكن للحكماءِ في هذا العالم إنشاء خططٍ استثنائية، لكنَّهم لن يعملوا إذا كان إلهنا لا يريد ذلك. لا توجد خطَّة علمية يمكن أن تتعارض مع عملِ القدير. لن ينجحَ ما يبدو أنَّه لا يتزعزع إذا استُخدِم ضِدَّ الله. عندما يعمل الربُّ، لا يمكننا إيقافه. والأفضل أنَّه يرغب أن يُحارب عنَّا.
لقد وعدَ القديرُ بتحقيقِ كلَّ ما عزمَ عليه خدَّامه. لذلك، كلَّما أعطاك كلمة، لا تتردَّد في امتلاكِها. يؤكِّد رسلُ الله العليِّ أنّه سيفي بما عيَّنه. ومع ذلك، عندما يرسمُ الرَّسول بنفسِه شيئًا ما، لا يتنازل الربُّ عمَّا عزمَ عليه رسولُه. لهذا السَّبب يجب أن ننتبه دائمًا حتى لا نفكِّر أنَّنا تجاوزنا ما نحن عليه حقًا.
كلُّ ما يعلنه الآبُ يجب تنفيذه على أكملِ وجهٍ. لن توجد مملكة قادرة على إبطال وعود الربِّ أبداً. كلُّ ما وعدَ به ينفَّذ كلِّيّاً كما قال. السِّر هو الاستماع بعناية لِما يقوله. بهذه الطريقة سترى مجده يأتي على حياتك. إنَّ الله أمين في الوفاء بوعوده.
أمَّا من جانبنا فيجب أن نستخدم ألسنَتنا لنشر البرَّ الإلهي. لا ينبغي أن نثقَ ببرِّنا؛ وهكذا يخجل القائلون عنَّا أشياء شرِّيرة. ثِقْ بعد إصدار أمرك، وسترى مجد الله.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز