فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهذِهِ الأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ. (أعمال الرُّسل44:10)

كخادم مسؤولٍ، لم يدَّخر الرَّسول بطرس المَسحة في منزل كرنيليوس. تحدَّث عن خدمة يسوع وانتهى بالقول أنَّ الربَّ هو ديَّان الأحياء والأموات. فالخادم السَّيئ، عكس ما فعل بطرس، لا يُعطي خرافه الرِّسالة الحقيقية التي أمَره الربُّ أن يَكرز بها. فلا يُمكننا أن نلهو بموضوع الخلاص، لأنَّ الذين يموتون بدون تصحيح أمورِهم مع الربّ لن يكون لديهم فرصة أخرى.

عندما يعود سيّدنا، يتغيَّر الأحياء ويقومُ الأموات؛ ويَمثل الجميعُ أمام مَحكمةِ المسيح. فإذا لم أنقل هذا التَّحذير الإلهي، وإذا هلكَ شخصٌ ما إلى الأبد بسبب إغفالي، فسأكون مسؤولاً عن هذه الخسارة. من ناحيةٍ أخرى، إذا سلَّمتُ الرِّسالة ورفض المستمعون قبولها، فسوف أكونُ حرّاً من دمِهم؛ إذا قاموا بتصحيحِ الأمور مع الربِّ، فسوف أكون قد أوفيتُ بواجباتي مائة بالمائة.

يجب أن نقول الحقيقة للجميع، ونكرز بالإنجيل في ملئهِ، ولا ننتظر شيئًا في المقابل. لسنا مضطرين لإرضاء النَّاس، بل نطلب مرضاة الذي أرسَلنا للتَّبشير بهذا الأمر المهمّ للغاية. الحقُّ هو الطريق الوحيد لتحقيق الحرّية الكاملة للنّاس. يجب ألَّا نجعل من اجتماعاتنا لمَّ شملٍ سياسي أو اجتماعاتٍ لمجرَّد جمع الأموال أو أيِّ هدفٍ آخر. يجب أن يكون بيتُ الربِّ بيت الصَّلاة (لو٤٦:١٩).

كانت رسالة بطرس عن مغفرة الخطايا. وبحسبهِ ذكرَ جميعُ الأنبياء هذا الحدث الذي سيتحرَّر فيه الخطاة من خطاياهم. هذا هو السَّبب الرَّئيسي الذي يدفعُ الله كي يرسلَ الناس ليُصغوا إلينا. أولئك الذين يغيِّرون غرض الكرازة بالإنجيل يرتكبون خطأً فادحًا. ليس جيِّداً أن تخزي الربَّ بشيءٍ يشبه الحقيقة. أولئك الذين يقودون الآخرين إلى التوبة يُسعِدون الربَّ.

سواءً في أجسادِنا أو في نفوسِنا، يتمُّ العملُ باسم يسوع. عندما نعلم أنَّ لدينا الحقّ في استخدام اسمِه، وأنَّنا نجد فيهِ القوَّة اللّازمة حتى يتمَّ العملُ الإلهي، تبدأ الأمورُ في الحدوث. عندما يحدث هذا، يخلصُ الضَّالون، ويهدأ المضطربون، ويُشفى المرضى وتزدهر
الكنيسة في كلِّ شيء.

لقد تكلَّم الرُّوح القدس من خلالِ بطرس. وبينما كان يتكلَّم، نزل الرُّوح القدس على جميع المُستمعين. فعندما يحلُّ الرُّوح القدس، تحدث كلُّ أنواع المعجزات. لكن يجب أن نكون تحت التعليم الإلهي، مثلما كان الرَّسول، حتى تعمل يدُ القدير بيننا. لن يكون اجتماعاً عاجزًا إذا كانت يدُ الربِّ هي التي تقوده. عندما يؤمن المُستمعون بما نكرز به، يحلُّ الرُّوح القدس.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز