قوة الإيمان

يسمحُ الربُّ لنا بالمرور بضيقٍ كثير أثناء إعدادنا الرُّوحي، ولكنَّ الذين يثقون في الله يعرفون أنّه لا يوجد شيءٌ يمكن أن يأخذهم بعيدًا عن الحضرة الإلهيّة. لهذا السَّبب لا يُمكن أن ييئسوا عندما يواجهون التَّهديدات التي يعدِّها العدوُّ. لن ينسى الله أبناءَه أو يتخلَّى عنهم (إش15:49)، وأكَّد لنا أنَّ هذا لن يحدث أبداً. لذلك، لا تسمح للعدوِّ أن يخدعك؛ بالنِّهاية، لا يستحقُّ الشَّيطان أن يثق أحدٌ بهِ لأنّه كاذب (يو44:8).

أعدَّ داودُ نفسَه لعدم الخوف، على الرُّغم من سيره في وادي ظلِّ الموت (مز 23: 4). أولئك الذين يمرُّون عبر هذا الوادي يرون أنَّ الخوف سيُحاول السَّيطرة عليهم. ولكن سِرُّ عدم الوقوع أبدًا في هذا الوادي هو أن تكون دائمًا في حضرة الله، حيث النَّار الملتهبة دون توقُّف. يكره الشَّيطان أولئك الذين يقبلون يسوع، ولكن لا يُسمح له أن يلمِس أبناء الله ما دامت سُكناهم في سِتر القدير (مز 91: 1).

السِّر هو أن تكون مستعدَّاً وألَّا تُصاب بأيِّ سهم شرِّيرٍ. هذا ليس مجرَّد تصرُّف عقلي، بل ثقة ثابتة وكاملة في وعود الربِّ، وهذا ليس إعلانَ حُسن نيَّة أيضاً- فالشَّيطان لا يحترم النَّوايا الحسَنة- ولكنَّه تصميمٌ ثابتٌ وإيجابي حول ما يقوله الربُّ في كلمته. كلُّ من يثبت في كلمة الربِّ يمتلئ بقوَّتهِ.

عندما يكون الربُّ إلى جانبك، لن تشعرَ بالحماية فقط، ولكنَّك ستمتلئ بالقوة اللَّازمة أيضًا لتدمير جميع الأسهم الخبيثة المُرسلة في طريقك. إنَّ تلاميذ يسوع مخوَّلون لهزيمة قوى الشَّر. لذلك، لا تشاكل الإغراءات التي تأتي في طريقك، بل التزم بما يقوله الكتاب المقدَّس. فالكلمة التي يرسلها الله لك تمنحك القدرة على تفعيل ما هو مكتوبٌ فيها.

العصا الإلهية هي كلمة الله، ويستخدمها الربُّ في تأديب من قُبِلوا كأولاده. إذا لم يتمَّ تصحيح مسارك من قبل الربِّ، فأنت لست ابناً له، بل نغلاً. عندما يتصرَّف المسيحيّون بطريقةٍ مخالفة للطريقة التي يجب عليهم اتِّباعها، فإنَّهم يشعرون بعصا الربِّ تصحِّح طريقهم، وعندما يعترفون بخطاياهم، فإنَّهم يعودون إلى المسار الصَّحيح. الانضباط الإلهي يُعيدنا إلى إيماننا وإلى خوف الربِّ، ويُريحنا من مصائبِنا.

سيعطيكَ الله الدَّعم الذي تحتاجه، فمن خلاله يمكنك طرد كلّ الأرواح الخبيثة التي ترتفع ضِدَّك. إلى جانب ذلك، ستحميك الطُّغمة الملائكية في اللَّحظات الصَّعبة. عندما تعمل هذه الأداة الإلهيَّة من أجلك، سوف تنتصر دائمًا. الربُّ يعرف مِقدارك تماماً؛ لذلك لا تتخلَّى عن خطة محبَّته أبداً. وبهذه الطريقة لن يكون هناك أسى، وسوف يشرق يومٌ جديدٌ في حياتك (مز 30: 5).

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز