-
-
لِكَيْ تَرْضَعُوا وَتَشْبَعُوا مِنْ ثَدْيِ تَعْزِيَاتِهَا، لِكَيْ تَعْصِرُوا وَتَتَلَذَّذُوا مِنْ دِرَّةِ مَجْدِهَا». (إشعياء11:66)
يقارن روحُ الله أعضاء جسدِ المسيح بالأطفال الصِّغار الذين لا يزالون يرضعون الحليبَ من أمَّهاتِهم. فقد قَالَ يسوعُ:«اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. (متى 18: 3). إنّ أورشليم المذكورة في الآية 10 من إشعياء 66 هي رمزٌ للإنجيل، مدينتنا الأبدية، حيث لا نفتقر إلى شيءٍ. لأنَّ قوَّة الله تحت تصرُّفنا دائماً؛ لهذا السَّبب لا يمكن أن تُعدَم المساعدة الإلهيّة عندما نكون جزءًا من جسَد الربِّ.
إنَّ عزاءَ ملكوت الله يوفِّر كلَّ احتياجاتنا، وبالتالي لن نجوع أبدًا إذا مَشينا مع المسيح وفعلنا إرادته في حياتنا. ولكن، كي نحقِّق ذلك يجب علينا أن نفعل ما يفعله الأطفال: فهم لا يخجلون بطلب أثداء أمَّهاتهم أبدًا واستخراج ما يُشبِع جوعِهم. يجب أن ننظرَ إلى الربِّ كلَّما احتجنا إليهِ، دون اكتراثٍ لمكان تواجدنا. فالأطفال يرضعون ويأخذون احتياجهم ولا يتوقَّفون إلَّا عند إشباعهم.
نعمة الربِّ عظيمة، وهو يُريدنا أن نسعدَ بصورةِ مجدهِ. فنحن بعيدون عن المكانة التي صنعَها الله لنا. في الواقع، نعيش بعيدًا عمَّا قدّره لنا تماماً. لم نطلب ما يكفي من الغذاء الرُّوحي ولم نفرح ببهاء مجدهِ الرَّائع. لقد حصَلنا على مجرَّد لمحةٍ من مجدهِ، وهذا يجعلنا سعداء بالفعل؛ ولكننا بحاجةٍ إلى المزيد.
من خلال النَّبي، يطلب الربُّ منَّا أن نفرح مع أورشليم (الآية 10)؛ بالنِّهاية، محبَّة الله تتغلَّب على الشَّر. فعندما قام المسيح من الموت، كان هناك فرحٌ في السَّماء، لأنَّ الجحيم لم يستطِع أن يُمسِك ابن الله (أعمال 2: 23-27 ، 31). منذ ذلك الحِين أصبحت الأمور مختلفة، فعندما يضع المرءُ ثقته في يسوع، لن يستطيعَ الشَّيطان أن يظلمه فيما بعد. وباسم المسيح يُمكن لأضعف رجلٍ أن ينتهر الشَّيطان نفسه، الذي يضطرُّ إلى الهَرب.
يجب أن نكون سعداء بسبب الوقت الذي نعيش فيه، لأنَّ قُدسَنا خالية من أعمالِ الشَّر. حان الوقتُ الآن للاحتفال بقوَّة الله في أيِّ مكان يتَّحد فيه اثنان أو ثلاثة باسمهِ. ففي هذا النَّوع من الِّلقاءات، الربُّ يسوع حاضرٌ دائماً، ولا توجد عمليَّة شيطانية يُمكنها أن تمنع الأعمى من البَصَر، والأخرس من النُّطق، والأصُّم من السَّمع، والمشلولُ من المشي، والفقير من الاستماع إلى الأخبار السَّارة. (متى20:18)
انتهى وقتُ البكاء ولم يَعد هناك يأسٌ. الوضعُ الذي تعيشه لا يهم بعد الآن، لأنَّك ستتحرَّر بقوَّة الربِّ من كلِّ هجمات العدوِّ. كُنْ ممتلئًا بالفرح واذهب لخوضِ معاركك، مع العِلم أنَّ ثديي أورشليم سيقدِّمان لك الطعام الذي تحتاجه لهزيمة ظالميك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز