-
-
إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا، فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذكُرَهُ؟ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟ (مزمور8: 3-4)
عندما خلقَ الله الأرضَ، وضعَ سقفًا جميلًا فوق رؤوسِنا. من الرَّائع مراقبة السَّماء في ليلةٍ مقمرة بلا غيوم لرؤية عظمة الكون. فعندما نرى صورًا للمجرَّات المختلفة التي التقطتها المِجسَّات الفضائية، ندرك عمل الله القدير. لكن ما نعرفه حتى الآن قليل مقارنة بما تمَّ صنعه. يقول البعض أنَّ الكون لا نهائي. هذا رائع حقًا!
قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة، تعجَّب داود لرؤية الخليقة التي صنعَها الله، وقال إنَّ الرُّوح القدس هو الذي فعل كلّ شيءٍ بأصابِعه. يا لعظمة هذا الوحي! إذا كان الربُّ قادرٌ على خلقِ كلِّ شيء بأصابعه، تخيَّل ماذا يمكنه أن يفعل! بالنِّسبة لإلهنا، لا يوجد شيءٌ من الصَّعب القيام به. أولئك الذين وثِقوا به سيختبرون عظمة فعله.
يقول العلماءُ أنَّ المجرَّة التي تقع فيها الأرض تسمَّى درب التبَّانة. يقولون أيضاً أنّ هناك 100 مليار نجم بجانب كوكبنا، و 100 مليار مجرَّة أخرى. إنَّ هذا صحيحًا، لكنَّنا نحن خليقته الأكثر روعًة عنده. ممَّا لا شكَّ فيه، أنَّ ذاك يتجاوز فهمنا، وعندما نذهب إلى السَّماء، سنعرفه كما عرفنا هو (كورنثوس الأولى12:13).
أعلن ناظمُ المزمور أنَّ الإنسان لا شيئً في هذا الكون حتى ينتبه الله إليه، ورغم ذلك، لا يتوقف الله عن فعلهِ. في هذه الَّلحظة بالذات، ينظر الربُّ إلى جميع البشر في كلِّ مكان في العالم وفي نفس الوقت، يمنحهم الحكمة والفطنة والفضائل الأخرى اللَّازمة للتغُّلب على صراعات الحياة وتحقيق المهمَّة التي أوكلها إليهم.
إذا اندلع الفجرُ في قلوب البشر و لجأوا إلى الربِّ، يمكنهم أن يحصلوا على كلِّ ما يحتاجون إليه للشِّفاء، والنَّجاة والبركة في كلِّ شيء. الآن الآب يزورك ليحوِّلك إلى أعظم من منتصرٍ. ما شعرتَ به عندما سمِعت عن الله القدير هو الباب الذي يجب عليك استخدامه للتواصل معه.
لقد وهبك اللهُ كلَّ ما تحتاجه لكي تنتصر. كلُّ ما عليك فِعله الآن هو الدُّخول في شركة معه لنوال لطفهِ. كلُّ ما تحتاجه تمَّ القيام به بالفعل. لذا اتَّخِذ القرار لتكون أحد المؤمنين بكلمته والذين يحصلوا على ما لديه من أجل ازدهار حياتك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز