أُغَنِّي لِلرَّبِّ لأَنَّهُ أَحْسَنَ إِلَيَّ. (مزمور6:13)

لم تُسجَّل الإعلانات الواردة في الكتاب المقدَّس عن طريق الصُّدفة. فكلُّ المكتوب فيه هو إعلانُ الله للبشرية. لذلك عندما تفتح كتابك المقدَّس افعل ذلك بوقار وبقلبٍ مفتوح. فعندما تقرأ كلمة الله تكون في اجتماع تنفيذي مع الآب، لذا تأكَّد من اهتمامك الكامل بالقراءة وستفاجأ كثيرًا.

الطريقة التي تحدَّث بها داود تفتح أعيننا على حقيقة أنَّه أدرك عظمة ما فعله الربُّ من أجله. لكن للأسف، لم يتعلَّم معظمُ شعب الله ذلك ولا يعتقدوا أنَّ كلمته مميَّزة روحيَّاً. إحدى مهام الرُّوح القدس هي أن يخبرنا بكلِّ شيء؛ بالنِّهاية، الإنسانُ وحده غير قادرٍ على فهم الأسرار الإلهيَّة.

نجد في الكتاب المقدَّس حقائق ذات أهميّة قصوى لن نتمكَّن من اكتشافها ما لم نكرِّس حياتنا للربِّ. قالَ يسوعُ: لاَ تَطْرَحُوا دُرَرَكُمْ قُدَّامَ الْخَنَازِيرِ (متى 7: 6)، وهذا يُظهر أنَّ يسوع لن يفعلَ مثل هذا الشَّيء أيضًا. ولكن إذا كنَّا حملاناً طائعين، فلن نُحرَم من التعاليم المقدَّسة التي تجعلنا خدّامًا أفضل.

عرف داود أنَّ الله قد فعل أكثر من ذلك بكثير، فقد أخذه من المراعي وجعله ملكًا على إسرائيل. أدرك أنَّ الربَّ يلقي بركة عليه كلَّ يوم. فالشَّركة مع الله لها أهمية قصوى، وبدونها لا يمكننا أن نفهم ما سيُخبرنا به. الحقيقة أنَّ الذين يعيشون بعيدًا عن الله القدير لن يحظوا بالمعونة في أوقات الشِّدّة.

ابدأ في فعل إرادة الله الآن وحياتك سوف تتحسَّن كثيرًا، وعندما يبدو أنّه لا يوجد شيءٌ آخر بالنِّسبة لك، سيأتي الربُّ بآيات جديدة. الكتاب المقدَّس مليء بالتفاصيل التي لا تفهمها عن بُعد. لذا تأكَّد من استقبالك إعلانات الكلمة وعِشْ كلَّ ما أُعلِن لك. فقدان الوحي الإلهي هو خسارة للحياة.

أولئك الذين هم خدَّام لله فعلاً لن يندموا على قرار قبول يسوع كربٍّ لهم أبداً. لقد دعا جميعَ العطاش والجياع للبرِّ كي يأتوا إليه ويسعدوا بوفرة (إشعياء55: 1-3). يريد الربُّ أن يفعل، وسوف يفعل أفضلَ ما في وِسعِه للذين أعطوا حياتهم له بالتأكيد. لكنَّ الذين لا يهتمُّون بكلمته لن يكونوا قادرين على كسبِ المعارك ضدَّ خداع العدوّ.

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز