قوة الإيمان

سرُّ العيش بانتصارٍ هو الثِّقة بما يقوله الربُّ لقلوبِنا من خلال كلمته، لأنَّه لم يخبرنا أبداً أن نفعل شيئاً لم يكن قراره. لذلك لا نحتاج حتى للصَّلاة لنرى ما إذا كان هناك شيء يريده بالفعل لنا. تعبِّر كلماته عن إرادته الكاملة، وعندما تُعلَن لنا تصبح وصايا يجب علينا الوفاء بها.

بمجرَّد نوالنا الوحي الإلهي، نتصرَّف كملوكٍ بناء على ما تمَّ الكشفُ عنه؛ ولكن إذا فشلنا بفعل ما قيل لنا، سنكون مثلَ ملوكٍ بدون قوَّة. الآن، ما يهمُّنا ليس أن تكون لنا السُّلطة المطلقة على حياتنا فقط، ولكن أيضًا أن نكون قادرين على توبيخ الأفعال الشِّريرة التي تهاجمنا ونطالب بما تمَّ الكشفُ عنه لتحقيقه! لذلك يجب علينا أن نسعى جاهدين حتى لا نقع في منصب الملك المخلوع، الذي لم يعد لديه أيُّ سلطة.

أولئك الذين يثقون في الربِّ هم مثل الملوك في الممارسة الكاملة لأعمال حكومتِهم، الذين يصدُّون أيّ تدخل أجنبي على الفور عند رؤية ملكٍ آخر يغزو أراضيه. من هو في موقع القيادة الكاملة لقوَّاته لا يفقد أيّ جزء من عالمه أمام العدوِّ أبداً. هكذا يريد الله أن يراك. من خلال الاعتماد على العليِّ حقاً، يقوِّيك الربُّ كي تتمكَّن من الاستحواذ على ما هو لك في المسيح.

ثِق بما يقوله لك الربُّ دائماً. من خلال فِعل ذلك، لن تخشى تهديدات الجحيم لأنَّه لن يهمَّ إذا ارتفع الشَّيطان ضدَّ حياتك أو حياة أحد أفراد العائلة أو صديق أو شخص طلب مساعدتك من خلال الصَّلاة. بالثِّقة في الله القدير ستكون مثل إبراهيم، الذي قام وطارد الملوك الأربعة من أجل ابن أخيه لوط وعائلته وغيرهم من الأشخاص الذين أسرهم هؤلاء الملوك عندما هزموا ملك سدوم وحلفائهِ (تكوين 14: 12-17 ).

رحمة الربِّ لا تدع عبيده ينزلقون. على الرُّغم من أنَّ المِحنة شديدة وشاملة للغاية، فإنَّ اختيار الآب الكريم لنا في المسيح يجعلنا نُستثمر بقوَّة. من دون الثِّقة في الله القدير، يتزعزع الشُّجعان أيضاً في مواجهة المآزق. الشَّيطان يعرف كيف يُجرِّبنا في نقاط ضعفِنا، لكنَّ الله يعلم كيف يقوِّينا في نفس النُّقاط تماماً.

لا تدع أحداً يستهين بمركزك في الربِّ. ضع في اعتبارك ما قاله لك، آمِن بكلمته لأنَّ ذاك ميثاقٌ يجب أن تعرفه عن ظهر قلبٍ. بهذه الطريقة ستخرج منتصراً، حتى لو هاجمتك كلُّ قوى الشَّر. هذه هي الطريقة الوحيدة لإثبات أنّك تثق بالربِّ حقَّاً!

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز