بِالنَّهَارِ يُوصِي الرَّبُّ رَحْمَتَهُ، وَبِاللَّيْلِ تَسْبِيحُهُ عِنْدِي صَلاَةٌ لإِلهِ حَيَاتِي. (مزممور8:42)

يهتمُّ الله بجميع أولاده، وفي قلبه لا يوجد إلَّا المحبَّة. لهذا يُلزم الإنسانَ لإصلاح طرقه من خلالِ فَهم كلمته، التي تُرسَل إلينا بكلِّ القدرة لتحقيق ما تعلنه. يأمر القديرُ بلطف محبَّته للذين يؤمنون، وفي اللَّيل يرسل ترنيمته لتكون معهم. أغنية الربِّ هي صلاة حياتنا، وهي أهم شيء يمكننا القيام به.

إنَّ رعاية الربِّ لجميع أبنائه هائلة. إذا طلبناه، سنرى أنه يقودنا حتى في أدقِّ التفاصيل. ولكنّ الذين لا يستخدمون الإرشاد الإلهي يخسرون الكثير، فبدون مساعدته لا يُمكنهم اتخاذ القرارات الصَّحيحة. لذلك لا تحتقر ما يُمكن أن يفعله الله في حياتك أبداً. ستكون ناجحًا تحت رعايته في كلِّ شيء دائماً، ولكن بدونه لن يكون هناك سوى التَّعثر.

إنَّ الله القدير هو محبَّة. إرشاده لا يفتقر إلى السِّمات المميِّزة له أبداً، ولأنَّه أبانا فهو يعطينا الأفضل دائماً. تقديره لكلِّ البشرية دفعه أن يُرسل يسوع كي يتألَّم مكاننا، ليأخذ عنَّا القِصاص الذي جلب السَّلام لنا (إشعياء 53: 5). الآن ليس علينا أن نعاني بعد. يمكننا ببساطة الاستمتاع بلطفه المحبِّ الثَّمين. لذلك يريدنا الربُّ أن نصلح طرقنا من خلال كلمته.

إنَّ الرِّسالة التي يُرسِلها لنا القدير هي أكثر من مجرَّد رسالة بسيطة، فهي تأتي بالقدرة على تحقيق ما يُطلب منَّا القيام به. بالنِّسبة للذين يهتمُّون به، فإنَّ رحمته تحقق ما وعد به في الكتاب المقدَّس. وهكذا سيكون هناك الصَّفح دائماً عن خطايانا، والشِّفاء لأمراضنا والنَّجاح في كلِّ مساعينا. السِّر هو أن تثق بما يقوله الله وستكتمل أفعاله اللّطيفة نحوك.

قال يسوعُ أنَّ هناك اثنتي عشرة ساعة في اليوم (يوحنا 11: 9). هناك وقتٌ لنا للسَّير بإيمان، وآخر للرَّاحة. يحدث هذا روحياً أيضاً. فحتى عندما نُطفئ الضَّوء لنأخذ قسطاً من الرَّاحة، فإنَّنا لا نُترك دون مساعدة لأنَّ الآب يحتضِننا بأغنيته وهكذا يكون نومنا أكثر سلاماً. إنه يريد أن يمنح أوقاتًا منعشة دائماً للمتعبين والثَّقيلي الأحمال.

أغنيته هي أفضل دعاءٍ يُمكن قوله. فهي اللَّحظة التي نَطهُر فيها من جميع الأوساخ العالقة بنفوسِنا ونستلهم منه لاتِّخاذ قراراتٍ جديدة تملأنا بالقوَّة. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّها صلاة حياتنا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز