أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ. فَآتِي إِلَى مَذْبَحِ اللهِ، إِلَى اللهِ بَهْجَةِ فَرَحِي، وَأَحْمَدُكَ بِالْعُودِ يَا اَللهُ إِلهِي. (مزمور43: 3-4)

تُعتبَر تجارب داود بمثابة نصائحٍ لنا لكي لا نقع في الخطأ ونحن سائرين على طريقنا المسيحيّ. عندما نقبل الربَّ يسوع كمُخلِّصٍ، فإنَّنا ننجو من قوَّة الظَّلام (كولوسي١٣:١)، ولكن كوننا في هذا العالم، نحتاج إلى النُّور والحقّ للاقتراب من الله القدير. عندها فقط سنكون قادرين على التَّقدم أمام مذبح الله، الذي هو فرحنا. بمجرَّد أن نصلَ إلى هناك، سوف نسبِّحه بـ "الآلة" التي علَّمنا العزف عليها.

حياة الرَّاعي الذي أصبح ملِكًا لإسرائيل مليئة بالمواقف النَّاجحة، وعندما كتبها تمَّ استخدامه كنبيّ. قاده الرُّوح القدس إلى تسجيل ما تعلَّمه حتى نتمكَّن من تعلُّم السَّير في مسارات النَّجاح. لذلك، يجب أن يكون هدفنا إرضاء الربِّ دائماً في كلِّ شيء. علاوةً على ذلك، كلُّ ما علينا فِعله كي ننجحَ هو أن نضعَ موضع التَّنفيذ كلَّ ما يعلِّمه الكتاب المقدَّس لأنَّ الاتِّجاه الذي يمنحنا إيَّاه الكتاب المقدَّس آمن دائمًا.

إنَّ خلاصَنا من قوَّة الظَّلام تمَّ عندما قبِلنا يسوع كمخلِّصٍ وربٍّ. عندما اتَّخذنا أهمَّ قرار في حياتنا من خلال تسليم أنفسنا إلى الرَّاعي العليِّ، الذي منحنا السُّلطان لنصير أبناء الله (يوحنا١٢:١). لذا من خلال النُّور الذي أعطته لنا الكلمة الإلهيَّة، فإنَّنا نتغيَّر من مجدٍ إلى مجد وهكذا نلبس المسيح لنشابهه يوماً بعد يوم أكثر. (كورنثوس الثانية١٨:٣)

ولكن رُغم أنَّنا أبناء الله، فنحن ما زلنا في العالم، ونجرَّب في كلِّ شيء (يوحنا٣٣:١٦). إنَّه لأمرٌ جيِّد عندما لا يقبل المسيحيُّ الاقتراحات الشِّريرة ويتجنَّب الوقوع في الخطيئة، وبالتالي يقترب من مذبح الآب! من السَّهل القيام بذلك: ما عليك سوى اتباع التَّعليمات الكتابية. النُّور الذي لا يخطئ- الإيمان- يأتي عن طريق الخبر والخبر بكلمة الله (رومية١٧:١٠). وبالمثل فإنَّ معرفة الحقّ هو الذي يحرِّرنا تمامًا (يوحنا٣٢:٨).

وهكذا، بالنُّور والحق نأتي إلى حضرة العليِّ. الآن عندما ننظر إلى وجه الله، نحصل على الاستنارة، وَهو الْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ (أفسس٢٠:٣). لذا احرص على أن تكون في حضرة الربِّ وستجد أنك ستتمكن من المشي بشكلٍ مستقيمٍ ولن يمنعك شيءٌ من ذلك.

عليك أن تنمو في حياتك الرُّوحية حتى يكون الأبُ السَّماوي فرحك. فهو الله الواحد الذي يُمكن أن يساعدك؛ ومع ذلك، عندما تقف أمام الربِّ، سترى أنَّ هناك ما يخبِّئه لك أكثر ممَّا تتخيل، وهكذا ستمدحه شفاهُك بـ "الآلة" التي علَّمك العزف عليها.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز