-
-
فَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، أَتَحْيَا هذِهِ الْعِظَامُ؟» فَقُلْتُ: «يَا سَيِّدُ الرَّبُّ أَنْتَ تَعْلَمُ». (حزقيال3:37)
الربُّ كلِّي المعرفة وهو العالم بكلِّ شيءٍ. عندما يسألك الله شيئًا، فهذا يعني أنه جعلك تتأمل فيما علَّمك إيَّاه. لديه ما ينقله إليك دائماً ومن خلال التَّعلم منه ستنجح في كلِّ مساعيك. كُنْ منتبهًا لِما يقوله لك القدير دائماً، وفي الوقت نفسه، لا تتسرَّع في الإجابة ولا تحاول تعليمه أيِّ شيء أبداً. إنَّ التَّواضع أمام النَّاس هو أمرٌ جيد ولكنَّه أمام الله أفضل.
عرف يسوعُ ما هو مزمع أن يفعله عندما تحدَّث إلى تلاميذه عن اهتمامه بالناس الذين كانوا معه لمدَّة ثلاثة أيام دون طعام (مرقس 8: 1-3). لا أحد يشعر بالجوع أو العطش أو أيِّ حاجة أخرى في حضرة الربِّ. في الواقع إنَّه يزوِّدنا بما نحتاجه للعيش بكرامة. أراد السَّيد تلاميذه أن يفكِّروا في "المشكلة" ثم يقدِّم الحلِّ.
لذا كُنْ مستعدًّا! بالتأكيد سوف يسألك الربُّ عن أشياء كثيرة كجزء من الدُّروس التي يعلِّمها لك كي تنضج للمهمَّة التي تمَّ تكليفك بها. الله يعلم كيف يجري التنقية بالنَّار لئلَّا تقتنع بأقوال العدوِّ السَّلسة. لن يستخدم الله أبداً شخصاً ينجرف بأكاذيب الخَصم ويسبِّب الخزي لاسمهِ.
يستخدم المعلِّم أبسط الأشياء ليجعلنا حكماء. في كلِّ لحظة، في كلِّ تجربة، يمكنك اللُّجوء إليه وطلب المساعدة حتى تتمكن من الحصول على الفهم الذي سيمكِّنك من التَّغلب على اعتداءات الشِّرير. أولئك الذين يتعلَّمون من الربِّ يخزون حكماء في هذا العالم لأنَّ إجاباتهم تأتي من السَّماء، وعندما يحدث هذا يستدّ كلَّ فمٍ أمام الحِكمة التي وهَبنا إيَّاها.
عند سماع الكرازة بالكلمة أو قراءة الكتاب المقدَّس، سيُظهر الله ما يجب عليك فعله. لذا لا تدع أفكارك تشرد بحماقة لأنَّ أحد أعمال الرُّوح القدس هو تعليمك كلِّ شيء وإخبارك بما يسمعه من السَّماء. النَّاس الذين يتعلَّمون من الربِّ يصبحون أكثر حكمة من معلِّميهم. المسافة بينك وبين الضَّلال ستكون طويلة جدًا إذا كنت تتعلَّم من المعلم المحبوب فقط.
يجب أن يكون التَّواضع العلامة التي توجِّه كلَّ ولدٍ من أبناء الله. أولئك الذين يعيشون بهذه الطريقة سيرون أنَّ هذا حسنٌ أمام الإنسان وأفضل بكثير أمام الربِّ القدير. سيُكافأ المتواضعون لأنَّهم سمَحوا للآب أن يمسك بهم.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز