قوة الإيمان

- دمٌ واحدٌ لكن قلوب مختلفة، قايين وهابيل، أبناء آدم وحوّاء، قدّما قرابينَ للرّب، لكن كلٌّ منهُما قدّمه بطريقةٍ مختلفة، فقايين الذي كانَ عاملاً في الأرضِ، قَدَّمَ مِنْ أَثْمَارِ الأَرْضِ قُرْبَانًا لِلرَّبِّ، التكوين (3:4) وكأنّه يقول "هذا هو قربانك خذه".

أمّا هابيل، على العكس، قدّمَ أفضلَ ما لديه من القطيع: من أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا التكوين (4:4) كأنّه يقول" يا رب لو كانَ لديّ أفضل من هذا لقدّمته لكَ". وهكذا، نَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ، وللأسف

(أثار ذلك غيرة قايين وقَامَ عَلَى هَابِيلَ أَخِيهِ وَقَتَلَهُ التكوين (8-6:4

- الأفضل للرّبّ، انظروا ماذا فعل داود عندما كانَ يجمع التقدِمات من أجلِ بناءِ هيكل الرّبّ: وَأَنَا بِكُلِّ قُوَّتِي هَيَّأْتُ لِبَيْتِ إِلهِيَ: الذَّهَبَ لِمَا هُوَ مِنْ ذَهَبٍ، وَالْفِضَّةَ لِمَا هُوَ مِنْ فِضَّةٍ، وَالنُّحَاسَ لِمَا هُوَ مِنْ نُحَاسٍ، وَالْحَدِيدَ لِمَا هُوَ مِنْ حَدِيدٍ، وَالْخَشَبَ

(لِمَا هُوَ مِنْ خَشَبٍ، وَحِجَارَةَ الْجَزَعِ، وَحِجَارَةً لِلتَّرْصِيعِ، وَحِجَارَةً كَحْلاَءَ وَرَقْمَاءَ، وَكُلَّ حِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ، وَحِجَارَةَ الرُّخَامِ بِكَثْرَةٍ. أخبار الأيام الأول (2:29.

كانَ الملك داود يعلَم أنّ الله اختار ابنهُ سليمان لمهمّة بناءِ الهيكل، أخبار الأيام الأول (1:29) ومع ذلك لم يهتم، وقدّم بسرور، كي يتمكّن ابنه من تحقيق هذا العمل العظيم في المستقبل.

- العطاء، أتساءل إن كنت عزيزي القارئ لديك قلباً ممتلئاً بالعطاء عندما يدعوك الرّب إلهنا لخدمة ما، ربّما بالتبرعِ لخدمةٍ معينة، أو زيارة صديق لك وإخباره عن الإنجيل، أو أن تصلّي صلاة شفاعة لأحدهم..

عندما تأخذ خدمة الرّبّ مكانة في حياتنا، ونسعى بكلّ طاقتنا كي تنمو هذه الخدمة وتُحقق هدفها السّماوي، نصبح في وضع الطاعة والمحبة التي تتيح عَمَل الرّب في حياتِنا، هذا ما يعلّمه لنا الرّب يسوع: لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ

(كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. متى (33:6

لا يكفي أن تفعل أو تتظاهر بأنّك تفعل، بل من الضروري أن تنفّذ دعوة الرّب من قلبك وبكلّ قوة، فالّذين يفعلون ذلك يهتم الرب بكلّ أمورِ حياتهم .

محبتي لكم في المسيح

د.ر.ر.سوارز