رسالة اليوم

29/11/2020 - ما الذي كان في تلك المدينة؟

-

-

فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً:«لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ». (مرقس26:8)

لم يوجد شيءٌ فعله يسوعُ أو علَّمه دون سببٍ. كان منقاداً بروح الله، لذلك فعلَ ما لا يستطيع الإنسان العادي تحقيقه. أيقظت تعاليمه البشر وجلبت الإيمان للناس. عندما يلفت انتباهك شيئًا ما أثناء قراءة الكتاب المقدَّس، صلِّ واطلب من الربِّ أن يُطلِعك على الدَّرس الذي يجب أن تتعلَّمه، لأنَّه سيفيدك بالتأكيد.

ذهب المسيحُ إلى بيت صيدا، عندما أحضر له بعضُ النَّاس رجلاً أعمى، توسَّلوا إلى الربّ يسوع كي يلمِسَه. الآن، في أيَّام خدمته الأرضية، لم يستجب الربُّ للطلبات البشرية في كلِّ مرَّة- واليوم لا يزال كما هو. يمكننا التَّأكد من أنَّ كلَّ حالة تختلف عن غيرها، ولكن الحقيقة هي أنَّنا جميعًا بحاجة إلى طلب التَّوجيه الإلهي إذا أردنا أن ننجحَ في ما نقوم به.

أجاب يسوعُ على طلبتهم بطريقتهِ. ولكن كي تحدث المعجزة، كان من الضَّروري أن يأخذ ذلك الرَّجل الأعمى بعيدًا عن المدينة. لذلك تصرَّف المسيح بأسلوبٍ مختلف، بصقَ على عينيّ ذلك الرَّجل ووضع يديه عليه كي يُشفى. سأله السَّيد إن كان يرى شيئاً، ثمَّ وضع يديه على الأعمى مرَّة أخرى، لأنَّه رأى النَّاس مثل أشجارٍ (مر24:8).

في المرَّة الثانية بعد أن وضع يسوعُ يديه على الرَّجل، شُفي، وقال ليسوع أنه يرى جيدًا وأنه يستطيع تمييز النَّاس عن بعضِهم البعض. ثمَّ أرسله الربُّ إلى المنزل وأمرَه بعدم دخول المدينة. السَّبب الذي دفع السَّيد ليقول ذلك هو شيء لا نفهمه. ماذا ظنَّ النَّاسُ الذين أحضروا ذلك الرَّجل عندما أمرَه المسيحُ بالعودة إلى بيتهِ دون دخول البلدة؟

هناك بعضُ الأسئلة التي سنحصل على إجابتها فقط عندما نصل إلى السَّماء. كلُّ ما يفعله الربُّ ويقوله ذو أهميَّةٍ كبيرة، لذلك استمِع دائمًا إلى ما يأمر به. أولئك الذين يتركون وصيَّته لوقتٍ لاحق- الذين يرغبون في فحص أوامره أو لا يطيعونها على الفور- سيُدركون لاحقًا أنَّهم كانوا مخطئين في عدم تحقيق ما أمر به.

ماذا كان هناك في بيت صيدا؟ هل كان عدم الإيمان سيُرجع العمى إليه مرَّة أخرى؟ هل سيطر على ذلك المكان شيطانٌ لا يسمح للقوة الإلهيَّة بالعمل؟ ألن يمارس هذا الرَّجل إيمانه، أم سيُنكر إيمانه ويعود أعمى في ذلك المكان؟ بما أنَّنا لا نفهم كلَّ شيء، فإنَّ أفضل شيء نفعله هو ما يخبرنا به مخلِّصنا، لأنَّه يعرف كلَّ شيء (مزمور 33: 13-15)
لو لم يكن الإرشاد لعدم رجوع الرَّجل إلى المدينة غير ضروري، لما كان الربُّ قد أعطاه إيَّاه. عندما يقول الله شيئاً، لا تناقش. افعل ذلك حالاً! يتكلَّم من خلال كلمته المقدَّسة.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز