-
-
وَقَالَتْ: «هذِهِ السِّتَّةَ مِنَ الشَّعِيرِ أَعْطَانِي، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ تَجِيئِي فَارِغَةً إِلَى حَمَاتِكِ». (سفر راعوث 3: 17)
بالإضافة إلى كلّ الأعمال الصّالحة التي يعملها الرّب من أجلنا ,فهو لا يريدُ أنّ نذهب فارغين لأولئك الذين يعتمدون علينا، بوعز- مثالٌ للمسيح مخلّصنا – فعلَ كلّ ما كان مُعيّن لنُعمي على يدِ راعوث. وهناك أشياءٌ كثيرة أيضاً مُعينة لنا نحنْ، ولن تُنفذ إن لم نذهب الى حقلِ المسيح "ونلتقط الشّعير والحنطة التي سقطت على الأرض أو التي لم تُحصد". لا يكفي فقط أن نحضُر الكنيسة لنتعزّى بالرّسائل التي نسمعها، ولكن علينا أن نُصغي لكلمة الرّب ونأخذ ما هو لنّا، لذلك كُن حكيماً وتمتّع أكثر بما هو لك. في كل لقاء مع الرّب سيكون لك ثمرْ ,وهذا الثمرْ يدوم إلى الأبد .
الله لا يريد أن نكون أنانيين ولكن يريد أن يباركنا لكي نبارك الكثيرين, تذكّر " إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْتَنِي بِخَاصَّتِهِ، وَلاَ سِيَّمَا أَهْلُ بَيْتِهِ، فَقَدْ أَنْكَرَ الإِيمَانَ، وَهُوَ شَرٌّ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ"(تيموثاوس الاولي 5: 8). إذا بَارّك الآب حياتنا بشكلً فردي, فهذا لا يعني أن نحتفظَ بالبركةِ لأنفسنا, ولكن مثلما فعل بوعز مع راعوث وكما فعلت راعوث مع حماتها، كذلك الله يباركنا لنبارك أحباءنا لأنهُ مكتوب في الكلمة "آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ" (اعمال الرسل( 31:16.
كمثالٍ للمسيح, خلّص بوعز نُعمي من خلال راعوث, وهذا ما يريد الرّب القيام به في عائلاتنا و وسط شعبنا. كذلك كلّ الغذاء الذي في كلمة الله ملك لنا ولأهل بيتنا.
لم يكن بوعز مجرّد شخصٌ لطيف; ولكن كان مطيعاً للكلمة وكذلك نحن يجب أن نكون. علينا أن تكون كلّ أعمالُنا بإرشادٍ من الرّب لأنها بذلك تحقق القصد الإلهي. في الكلمة, نجد كلّ التوجيه لتنفيذ الوصية وبتنفيذها سننال المكافآت.
من الرائع أن نكون معاً في بيت الرّب لحضور الاجتماعات وسماع الوعظ, كلّ هذا في غاية الاهمية! إنما " التقاط الحُزم التي سقطت على الأرض في الحقل أو التي لم تُحصد بعدْ " فهو مكافأة (من نصيب) أولئك الذين يحتاجون اليها (تثنية 19:24). هناك الكثير من الأشياء مُعدّة لنا ولكن يلزمنا الذهاب الي حقل المسيح لِجمْعِ ما سقط منها أو ما تبقى للمحتاجين.
لقد جعل موقف بوعز نُعمي ترى أنه يحترم الشّريعة. فطلبت من راعوث أن تذهب لبوعز لتأخذ البركة الكاملة- وهذا ماحدث بالفعل عندما أصبحت راعوث جدّة للملك داود. أيضاً أخوتي الأحباء لقائكم يومياً مع الكلمة وطاعتكم لها سوف يكون لها ثمرٌ لكم ولنسلكم يدوم الى الأبد.
محبتي لكم في المسيح
د.سوارز