قوة الإيمان

لقد مرَّ الملك داود بالكثير من المَصاعب، لكنَّها ليست أكبر ممَّا نواجهه جميعًا. فلا أحد لم تؤذِه التَّجارب، لأنَّ الشَّيطان يحاول إبعاد خدَّام الله عن محضره دائماً. ومن المُحزن أنَّ بعض النَّاس يسمحون لأنفسِهم أن يقتنعوا بأكاذيب الشَّيطان، ويغرقون في التَّجربة، ثمَّ يواجهون فترة من الحُزن والضَّعف الرُّوحي. إذا حدث هذا لك، فلا تخدع نفسك بالقول: "لقد أخطأت، ماذا أفعل؟" تُبْ وارجع لله.

إذا كانت مشكلتك هي الخطيئة- وهذا أمرٌ خطير للغاية- يمكنك التعامل معها. ففي زمن داود، لم يكن الشَّيطان قد هُزم بعد، والخطيَّة يتمُّ تغطيتها فقط. أمَّا بالنِّسبة لنا نحن الذين نعيش بعد الجُلجثة، فالقصَّة مختلفة. ما عليك سوى الاعتراف بخطاياك حتى يَغفر لك الربُّ ويطهِّرك من كلِّ إثم. إذا أسأت إلى أيِّ شخصٍ، فابحث عنه وقُمْ بتصحيحِ الأمور معه.

من لا يراقب حياته الرُّوحية ويسقط في التجاوزات يمرُّ بلحظات رهيبة من العذاب. ولكن لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك، لأنَّ يسوع وعدَ بأن ننال القوَّة عندما يحلّ روحه القدُّوس علينا، وأن نكون شهودًا له (أع 1: 8). من خلال معمودية الرُّوح القدس، نحصل على نفس القوَّة التي كانت للرَّب لئلَّا نستسلم للشَّيطان (أف.4: 27).

أدرك داود أنَّ إثمه جعل قوَّته تضمحلّ. يمكن أن يحدث هذا لأيِّ شخصٍ لا يتمسَّك بالكلمة الإلهية. فإذا سقطتَ، لا تقنط نائحاً. اذهب مباشرة إلى الله واعترف بخطيتك. إذا تسبَّبت في ضررٍ روحي أو مالي أو أو مادي أو معنوي لأيِّ شخص، اعترف بذلك للربّ واطلب الصَّفح ممَّن أخطأت إليه وأصلح الأمور معه.

إِذَا أَرْضَتِ الرَّبَّ طُرُقُ إِنْسَانٍ، جَعَلَ أَعْدَاءَهُ أَيْضًا يُسَالِمُونَهُ. (أم 16: 7). لذلك لا تدع الشَّر يُقنعك بأنَّ الشَّخص الذي أخطأت ضدَّه لن يغفر لك. حتى لو تمَّ تقديمك إلى المَحكمة، سيعطيك الله القوَّة لتحمُّل العقوبة. أفضل شيء أن تكون في سلام مع الربِّ دائمًا. لذلك لا تدع نفسَك تقع في أكاذيب الشَّيطان.

لا تسمح لحياتك أن تمضي في الحُزن، وبالتالي ستدمّر أحلامك. ستصبح حياتك عبئًا ثقيلًا جدًا لا يمكنك تحمُّله، وبعد مرور الوقت، لن ترغب في الثَّبات والبقاء في مكانتك في المسيح. سيحدث شيء أسوأ لبنيتك الأخلاقية. بالنَّتيجة أنت وعائلتك بحاجة إلى الثَّبات في المسيح.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز