-
-
بَلْ بَعْدَ مَا تَأَلَّمْنَا قَبْلاً وَبُغِيَ عَلَيْنَا كَمَا تَعْلَمُونَ، فِي فِيلِبِّي، جَاهَرْنَا فِي إِلهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُمْ بِإِنْجِيلِ اللهِ، فِي جِهَادٍ كَثِيرٍ. (1تسالونيكي2:2)
أمرٌ لا يرضي الربَّ عندما يتذمَّر النَّاسُ أو يطلبون عدم إرسالِهم إلى ساحةِ المعركة. لم يُشفق الآبُ على ابنه- الذي هو الله- وأرسله إلى الأرض ليموت عنَّا؛ وهكذا لن يوفِّر خدمتنا إذا كان ذلك ضروريًا ليعرفَ العالم خلاصَهُ.
انتهرَ يسوعُ بطرسَ عندما بدأ يغرق إذ رأى الرِّياح العاتية أمامَه. فسأل يسوعُ بطرسَ قائلاً: لماذا شككتَ، ووصفه بأنَّه "رجلٌ قليل الإيمان" (متى 14: 30 ، 31). الحقيقة هي أنَّنا في الأبدية (حيث لا يوجد نهاية)، في السَّماء، سوف نتمتَّع بالمجد الإلهي والمكافأة. أجرؤ على القول بأنَّ الشُّهداء ستكون مكافأتهم مُجزية.
من ناحيةٍ أخرى، كان لابدَّ من أن يُضرَب بولسُ وسيلا من قِبل السُّلطات في فيليبي ليصبحوا أكثر جسارة في الربِّ (أعمال الرُّسل 16: 20-26). يجب على جميع خدَّام الربِّ أن يتصرَّفوا بهذه الطريقة، لأنَّنا نحمل الرِّسالة الوحيدة التي تحرِّر الضَّال من الجحيم وتنقله إلى السَّماء. من الواضح أنَّ الشَّيطان سيفعل كلَّ ما بوسعهِ ليمنع المسيحيين من إنقاذ الذين ضلُّوا.
أولئك الذين يرفضون الجرأة في الربِّ قد يواجهون وقتًا عصيبًا في المستقبل. يحدثُ هذا عندما لا نؤمن بكلِّ قلوبنا، فيرسل الله لحظاتٍ صعبة ليجعلنا نثقُ أنه هو الذي يعطينا المهمَّة، ثمَّ يمنحُ النَّصر والنَّجاة عندما يرى اللَّحظة المُناسبة. لا توجد طريقة أخرى لنشرِ كلمة الإنجيل بمسحة الرُّوح القدس إن لم يتمَّ ذلك بجرأة.
في معظم الأوقات يجلب الوعظُ بإنجيل الحقّ، إنجيل ملكوت السَّموات لحظاتٍ دقيقة داخل المنزل، مع أفراد العائلة، في العمل ومع الأصدقاء. ولكن بما أنَّنا يجب أن نعمل وِفقًا للتوجيه الإلهي دائماً، فلا داعي للقلق، لأنَّنا سنحقِّق النَّصر في كلِّ هذه المواقف عندما يستخدمنا الرُّوح القدس.
عندما تحارب بإيمان، لا يهمَّ ما تعتقده أو تريده. الله لن يفعلَ أيَّ شيء جديد باستثناء استخدامه لنا كما فعل في الماضي مع إخواننا وأخواتنا. عندما نتبع توجيهاته، فإننا نُسلِم كلَّ المجد له وحده. لذلك لا تمنع الربَّ الأبدي من استخدامِك. يجب أن يكون موقفنا أن نشكره دائمًا على امتياز المعاناة من أجل اسمهِ.
يجب علينا تلبية الدَّعوة الإلهيَّة التي وُجِّهت إلينا في المجالات الماديَّة والرُّوحية بجرأة، دون خوفٍ من تهديدات العدوِّ. بالنِّهاية، لا يُمكن أن نُهزَم مادام المسيحُ معنا.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز