-
-
فَلَمْ أَزَلِ الْيَوْمَ مُتَشَدِّدًا كَمَا فِي يَوْمَ أَرْسَلَنِي مُوسَى. كَمَا كَانَتْ قُوَّتِي حِينَئِذٍ، هكَذَا قُوَّتِي الآنَ لِلْحَرْبِ وَلِلْخُرُوجِ وَلِلدُّخُولِ. (يشوع11:14)
مضى أكثر من 40 سنة لقول الربِّ لموسى أنَّ حبرون ستُعطى لكالب. كان كالب قويَّاً وواثقاً أنَّ هذه الكلمة سوف تتحقَّق. عندما كان يشوع يقسم الأرض، ذكَّره كالب بوعد الله عن الأرض، وأكَّد ليشوع أنَّه سيمتلكها. إيمانُ كالب لم يسمح لقوَّته بالفشل.
تمسَّك بما يَعِدُ الربُّ به في كلمته ولا تنظر إلى ما تشير إليه الظروف. هذا ما فعلَه إبراهيم. كرَّم الله إيمانه وأعطاه الابن الموعود. أولئك الذين يتخلَّون عن وعود الربِّ لا يُرضونه أبداً. لذلك عندما تفكِّر في الاستسلام، صلّ وآمن أنَّ الربَّ يسمَعك، لأنَّ رحمته ستساعدك على البقاء ثابتًا.
لم يُخدع كالب بالجانب الطَّبيعي للأشياء. كرجلٍ عجوز، كان عمره أكثر من 80 عامًا، ذكَّر يشوع بقول الله عن الأرض الموعودة. أعلنَ كالب أنَّ بني عناق، العمالقة الذين عاشوا هناك، سيتمُّ طردهم من أرضهم لأنَّ الربَّ سيذهب أمام شعبه (يوحنا 14: 12). بسبب إيمان كالب، ارتاحت الأرض بعد الحرب. هذا هو نوعُ الأبناء والبنات الذين يتوقع الربُّ أن نكون منهم.
كلُّ ما يعلنه الله لك هو حقيقة في العالم الرُّوحي. ومن خلال السُّلطة التي منحَها لك، ستتحقَّق الكلمة أمام أعين المؤمنين وغير المؤمنين. سيتمجَّد الربُّ من خلال قرارك وانتصارك. ولكن إن كنتَ تخاف، فماذا سيحدث لسُمعة الربِّ الذي اختارك ومسَحك؟
ستظلُّ قوَّتي ثابتة كما كانت دائمًا. يعلم الله متى يجب أن تحقِّق ما رسَمه لحياتك. لذلك لا تتَّصف بعدم الصَّبر ولا تتجاهل الأغراض الإلهية لحياتك، وكُنْ على يقين أنَّه قادر على انجاز كلِّ ما يَعِدُ به (عب23:10). لا عذر ولا رجوع للوراء مع الربِّ. الله كلِّي العِلم ولا يخطئ أبداً.
انتظرَ كالبُ أكثر من 40 عامًا حتى حان وقتُ الحرب. أتساءل كم مرَّة شاهد النَّاس وهم يبتعدون عن درب الربِّ في الصَّحراء، ولكنَّه مازال يؤمن أنَّ الكلمة ستتحقَّق. لهذا السَّبب تمَّت مكافأته وفقًا لِما قيل له. لديك أيضًا كلَّ ما تحتاجه لتظل ثابتًا وتضع المهمَّة التي أُعطِيت لك موضع التنفيذ.
إيمانك سيحفظ قوَّتك وأحلامك بحالة نشِطة. أولئك الذين يؤمنون بالربِّ لا يستسلمون أبداً، حتى عندما يواجهون مواقف مستحيلة، لأنَّهم يعرفون أنَّ الله لا يُهزَم.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز