-
-
وَرَذَلُوا الأَرْضَ الشَّهِيَّةَ. لَمْ يُؤْمِنُوا بِكَلِمَتِهِ. (مزمور24:106)
كان بنو إسرائيل في خطرٍ كبير عندما صدَّقوا الخبرَ الكاذب الذي قدَّمه الجواسيسُ الذين ذهبوا لتقييم الأرض التي تفيضُ لبناً وعسلاً. الدَّرس لنا هو أن نحذر ممَّا يقوله النَّاس، لأنَّهم إذا لم يجلِسوا في محضر الله، فسيرون الأشياء كما يراها العدوُّ. فقط أولئك الذين يثبتون في الربِّ يمكنهم أن ينقلوا الأخبار السَّارة.
أمرٌ هامٌّ جدًّا أن تتوخّى الحذر فيما تؤمن به حقًا. لا جدوى من القول أنَّ يسوع هو الربّ، وفي نفس الوقت لا تؤمن بما يقوله. كلُّ ما يدور في قلبك، عندما تقرأ الكتاب المقدَّس أو تستمع إلى الكلمة التي يتمُّ التَّبشير بها، فهذا ما تؤمن به. أولئك الذين لا يؤمنون بالله يبتعدون عن أعماله. فقط الذين يؤمنون بالربِّ يمكنهم رؤية مجده.
لا تحتقر الأرض التي أُعطِيَت لك. سيحاول الشَّيطان أن يفعل كلَّ شيء ليأخذك بعيدًا عن المكان الذي أرسلك الربُّ إليه. في بعض الأحيان، قد تكون التَّجارب هي أعظم بركة لك، لأنَّه بدون دروس الرُّوح القدس، لن تكون مستعدًا لتولّي مهمَّتك. الآن، لن يخبرك العليُّ أيَّ شيءٍ أبداً ما لم يكن مفيدًا لسيرِك تجاه المِنصَّة السَّماوية.
في كلِّ ما تفعله، آمِن بكلِّ ما يعلنه العليمُ، لأنَّ وحيه هو القوَّة للحفاظ على حياتك، ليمنحك مستقبلًا وحصولاً على مواعيد إبراهيم. علاوة على ذلك، بدون الوحي الإلهي، نحن مثل العُميان. أولئك الذين يكرِّسون أنفسَهم لتعليم طرق الله يحتاجون أن يطلبوا الآب ليعلموا ما ينبغي قوله لتلاميذهم.
الجسَد ماكرٌ ويسمح برؤية ما يدركه الإنسانُ الطبيعي فقط. لكنَّك مختلف؛ بالنِّهاية أنت تمتلك مسحة إلهية. لا تدع الشَّيطان يقودك إلى اتخاذ القرار الذي خطَّطه لك، وإلَّا سيكون قاتلاً. إرادة العدوِّ هي أن لا تنمو أمام الربِّ. سيفعل كلَّ ما في وسعِه كي يؤذي حياتك، ليجعلك تنكر المهمَّة التي أعطاك إيَّاها الله.
لو وثِقَ الإسرائيليون بالربِّ، لما ساروا لمدَّة 40 عامًا في الصَّحراء. كلَّ ما مرّوا به بعد تقرير الجواسيس الكاذب لم يكن ضروريًا. لو آمنوا بالعليِّ، لدخلوا أرض الموعد وامتلكوا ما لهم بالحقّ. قد لا تكون أحد هؤلاء الأشخاص "الذين يسبَحون بقوَّة، لكنَّهم يموتون على الشاطئ".
حتى لا يحدث هذا، فكِّر الآن إذا كنتَ قد تصرَّفت مثل الإسرائيليين من خلال اتِّخاذ هذين القرارين السَّيئين: احتقار الأرض السَّارة، وعدم الإيمان بالكلمة الإلهيَّة. ليس من الخطأ التوبة. على العكس تماماً، إنَّه أمرٌ شريف وله مكافأته أن تطلب المغفرة من الربِّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز