قوة الإيمان

أولئك الذين ينتمون إلى الله لا يهتمُّون بالفلسفات الدِّينية الأخرى، لأنَّهم وجدوا الحقيقة المُطلقة. لا يهتمُّون بما يقوله حكماء هذا العالم، يريدون التَّعلم من الخالِق. إن خُيِّل لك أنَّ هناك حقيقة خفيَّة لم يتمّ الكشفُ عنها، أفلا تظنّ أنَّ مبدع الكون قد تصرَّف بشكلٍ سيِّء! لأنَّه لو كان قد أخفى شيئًا عنا، فهو يخدع مخلوقاته.
يجب أن نكون حريصين للغاية على عدم ارتكاب نفس الخطأ الذي ارتكبته حوَّاء. أعطت أذناً لأكبر مُخادع فأفسدها. بدأت ترى أن الثَّمرة التي منعهم الربُّ من تناولِها تمتلكُ فضائل. رأتها فاتحة للشَّهية، وممتعًة للنَّظر، ومجرّبة لنوال المعرفة، وانتهى الأمرُ بها إلى الوقوع في الخطية وقادت آدم إلى الخطيئة أيضاً (تكوين 3: 6).
إنَّه لأمرٌ محزنٌ أن نرى المسيحيين الذين يعتقدون أنَّ السِّياسة أو التَّعليم العلماني يُمكن أن يقوِّم العالم. هذه الأشياء ضرورية ومن الضَّروري للغاية أن يمتلكها أبناءُ الله؛ ولكن الذين خلُصوا يعرفون أنَّه لا يُمكن للبشر أن ينالوا الخلاص إلَّا من خلال يسوع. والأسوأ أنَّ هؤلاء النَّاس سيتبعون ضدَّ المسيح عندما يُظهِر نفسه. بسبب مواقفهم، يُبرهنون على أنَّهم لا يخدمون الربَّ.

النَّاس البُسطاء يبحثون عن الحقيقة في أماكن غير موجودة. وبسبب ذلك فإنَّ العدوَّ يخدعَهم بسهولة، لأنَّهم يصدِّقون كلَّ ما يسمعونه. الحقيقة هي أنَّ المسيحيين أيضاً، لا يجب أن يُؤخذوا على مَحمل الجدّ عندما يتصرَّفون خلافاً للكلمة. البُسطاء لا يتصرَّفون بطريقة حكيمة أبداً أمامَ الضَّالين، وبسبب ذلك، لا يستطيع الربُّ أن يستخدمَهم.
إنَّ أبناء الله يمتلكون حكمته إلى جانبهم، وبها يمكنهم تجنُّب الفخاخ الخبيثة، واتِّخاذ القرارات الصَّحيحة. لكي ننجح في كلِّ ما نقوم به، يجب أن نصلِّي قبل اتِّخاذ القرارات دائماً. بهذه الطريقة، نُغلِق الأبوابَ أمام الشَّيطان الذي يريد أن يوقعنا في الخطأ دائماً. عندما تشعر أنَّك اتَّخذت قرارًا خاطئًا، تُبْ على الفورِ.

أولئك الذين يُخطئون لن ينجحوا أبدًا. قد "يُساعد" الشَّيطان بعض الأشخاص لفترةٍ من الوقت، لكن في الّلحظة التي يدرك فيها أنّهم بين يديه، سيضع لهم فخًا وسيُخدعون.
سيقودنا الربُّ إلى النصر دائماً، طالما أنَّنا لا نتجاهل حقَّه في إرشادنا. من يتعلَّم درسًا ولا يمارسه يفقد الحماية الإلهيَّة، وبسبب ذلك، يستطيع الشَّيطان العمل. لكنَّ الحكمة تكون ناجحة دائماً.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز