رسالة اليوم

21/12/2020 - النَّظافة الصَّحيحة

-

-

فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ:«أَنْتُمُ الآنَ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالْقَصْعَةِ، وَأَمَّا بَاطِنُكُمْ فَمَمْلُوءٌ اخْتِطَافًا وَخُبْثًا. (لوقا39:11)

لا أحد يحبُّ أن يعيشَ في التُّراب، لكنَّ بعضَهم يمتلك أسوأ قذارة في داخلِه. أحدُ الأعمالِ التي تقوم بها كلمة الله في حياتِنا هي أن تمنحنا الكرامة لنعيش كما عاشَ الربُّ يسوع. ولكن للأسف، لم يستيقظ معظمُ النَّاس بعد على هذا الأمر. حتى الأشخاص الذين يَحضرون خدماتنا لم يلاحظوا بعد حقيقة أنَّ نفس المعاملة التي قدَّمها الآب ليسوع تُمنح لنا أيضاً.

قالَ القديرُ على لسانِ نبيّه هوشع أنَّ شعبه قد هلكَ لعدم المعرفة (هوشع4: 6). أبذلُ قصارى جهدي لطلب التَّوجيه من الربِّ حتى يكتسبُ المخلَّصون المعرفة التي يحتاجون إليها. ومع ذلك، لا يتصرَّف الجميع بنفس الطريقة. في بعض الأحيان، أشعر بحزنٍ شديدٍ لسماعِ أنَّ بعض الذين يجب أن يقدِّموا مثالاً عن الاستقامة وخدمة الله بقلبٍ صادق، قد وقعوا في أكاذيب العدوِّ.

ما فائدة تنظيف الكأس والصَّحن من الخارج مادام الدَّاخل مليئًا بالقذارة؟ تبدأ الطَّهارة الحقيقية من داخلِ النَّفس، بالاستسلام الكامل والحقيقي لروح الربِّ. لا يُمكنك أن تشتهي الخطية، أن تقودك الإغراءات، وفي نفس الوقت ترتدي ملابس خارجية جميلة. لا ينظر الله إلى الخارج، بل إلى ماهيَّة الإنسان في جوهرِه حقاً.

من يمارس الخطيئة أو يقرُّ بها في قلبه هو- بالمعنى الرُّوحي- قذرًا أو أقذر من نفاية هذا العالم. أسوأ القمامة هي الرُّوحية منها، لأنَّها تفصلنا عن الله وتجعلنا عرضة لدخول الأرواح النَّجسة. فقط الذين غُسِلوا حقًا بدم يسوع، وتقدَّسوا بكلمة الله، وتجدَّدوا بالرُّوح القدس، يُمكنهم إرضاء الربِّ. من اختبر هذه العملية سوف يُعطى شهوة قلبه (مز 37: 4).

لم تُغلَق مدرسة الفرِّيسيين بعد، وربما لن يتمَّ إغلاقها أبدًا. سيحدث تدميرها عند النِّهاية، عندما يحترق كلَّ شيء. ولن يكون هناك فرصة لتلامذتها كي يطلبوا التّوبة. انظر كيف تبدو حياتك، وإذا كنت قد انتصرتَ في سيرِك مع المَسيح. لا تسمح لروح الباطل أبداً أو الخداع أو أيِّ شيطان آخر أن يجد مكانًا يتصرَّف فيه في حياتك.

لا يجوع في أرض كنعان إلَّا الكُسالى، لأنَّ الأرض التي قاد الله شعبه ليعيشوا فيها تفيض لبناً وعسلاً. في الإنجيل، أرض الموعد الحقيقية، فقط أولئك الذين لا يثقون في الربِّ هم بلا حولٍ ولا قوَّة. من غير المعقول أن يعيشَ الإنسان الذي يؤمن بالربِّ في الخطيئة والهزيمة. استيقظ! لقد تمَّ اختيارك لتكون منتصراً.


محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز