هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ فَادِيكَ وَجَابِلُكَ مِنَ الْبَطْنِ: «أَنَا الرَّبُّ صَانِعٌ كُلَّ شَيْءٍ، نَاشِرٌ السَّمَاوَاتِ وَحْدِي، بَاسِطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟ (إشعياء24:44)

عندما يتكلم الربُّ، يجب أن يصمتَ الجميعُ ويستمعون إليه. إنَّه يعرف كلَّ شيء، لهذا لا ينبغي أن نأخذ أيًا من توجيهاتِه دون اهتمامٍ عظيمٍ أبداً. الكلُّ به وله، وذاتَ يومٍ سيضعُ حدَّاً لكلِّ شيءٍ في هذا الكوكب. ورغم ذلك لن يختفي البشرُ: سيذهبُ المخلّصون إلى بيت الربِّ، وسيُلقى الضَّالون في بحيرة النَّار ويحترقون إلى الأبد (رؤيا 21: 8).
يقدِّم الربُّ نفسَه فادياً لنا، وله الحق في أن يسمّى "الفادي" لأنّه يفدينا من السُّقوط. أولئك الذين يقبلون تقدِمته سيخلصون من العبودية الخبيثة؛ أمَّا الذين لا يستمعون إليه سيُلقون في أتون النَّار المتَّقدة. المُحزن هو أنَّهم لن يتركوا هذه النَّار للأبد. قرارُنا اليوم سيعيّن مصيرنا الأبدي، إما في السَّماء أو في الجحيم.
من الصَّعب أن نفهم كيف يعرف النَّاس ما ينتظرهم إذا لم يسلِموا حياتهم للربِّ- الهلاك الأبدي- ما زالوا مخدوعين بأكاذيب العدوِّ ولا يقبلون هِبة الله المجانيَّة للخلاص. أولئك الذين لم يقبلوا يسوع في قلوبِهم قبل أن يموتوا لن يحصلوا على فرصةٍ ثانية. والذين نالوا الخلاص لا ينبغي أن يُخدَعوا بالخطيئة ثانيةً، لأنَّ الخطيئة هي عرضٌ من الشِّرير لمحاولةِ سرقة فرحنا الأبدي.
الله يعلم كلَّ شيءٍ عنك. ورغم ذلك قد أحبَّك ومدَّ يده إليك بنعمتهِ. وهو يعرفك قبل أن تولد، ويجب أن تكون ممتنًا له للغاية لأنّك دُعيتَ باسمهِ، حتى لو كنت ضعيفًا. اختارك الربُّ العليُّ ليضيء نوره عليك، وبهذه الطريقة يصل بك إلى الحق. ومادام قد أحبَّك كما أنتَ، فسيمنحك كلَّ ما هو ضروري لتكون بركة أيضاً.
يستطيع الله القديرُ أن يفعل كلَّ شيء. الذي أخرج الماء من الصَّخرة، ألن يكون قادرًا على تغييرك ليجعلك كما يقول؟ فإذا كان العدوُّ يقودك لفعل مشيئته، تحدَّث مع الربِّ عن ذلك. كلُّ ما يقوله عنك يصبح مرسومًا لا يمكن كسره أبدًا. لا يمكن لأيِّ قوةٍ أن تمنعك من أن تكون كما خطط الربُّ لك مع وجود التَّوجيه السَّماوي لحياتك.
الآبُ نفسه يريد أن يتمِّم كلَّ ما أعلنه عنك. لذلك، حاول أن تفعل ما يوصيكَ به. في وقتٍ قصير سوف تتفاجأ بما يُمكن أن يفعله من أجلك ومن خلالك. من يؤمن بالربِّ يرى مجد ما وعدَ بهِ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز