الْمُلْتَوِي الْقَلْبِ لاَ يَجِدُ خَيْرًا، وَالْمُتَقَلِّبُ اللِّسَانِ يَقَعُ فِي السُّوءِ. (أمثال20:17)

أسوأ ما يُمكن أن يفعله النَّاس هو أن يتركوا العدوَّ يقودهم. سيحاولُ الشِّرير استخدام كلِّ واحدٍ منَّا لأغراضِه الخاصَّة وللاستفادة من نقاط ضعفِنا. لن يسمحَ الشَّيطان لأحدٍ أن يكون أداةً لفعلِ الخير، لأنَّه نقيض من يمنحنا الفرح والمحبَّة والسَّلام. إنَّ المعاناة ونحن مع الربِّ أفضل بلا حدودٍ من الاستمتاع بأيِّ شيءٍ آتٍ من العدوِّ.

عندما نكون في عمر الشَّباب وبصحَّة جيِّدة، لا نرى أيَّة حاجة لطلبِ الربِّ العليِّ والعيش حياة مقدَّسة. أولئك الذين لا يعرفون الحقَّ لا يَرون مشكلة في الاستفادة من الآخرين في أيِّ موقفٍ مُمكن. لا يرى الإنسانُ- في سعيِه وراء السَّعادة والثَّروة- أنَّ الشَّيء الأكثرَ منفعة هو فِعلُ الصَّلاح للآخرين؛ بالنِّهاية، أولئك الذين يتصرَّفون بهذه الطريقة سيحصلون على مكافأة أبدية من الخالق.

لماذا يجب أن نسيرَ في طرقٍ لا تفيدنا أبدًا؟ عندما يحتاج الأشرارُ إلى المساعدة أكثر من غيرهم، فإنَّهم يُدرِكون أنَّ الظلام الذي "يحميهم" في الواقع لا يسمح لهم بالعثور على نهايةٍ لمشاكلِهم. إنَّه مكتوبٌ ولن يتغيَّر أبدًا: الذي يزرعه الإنسان إيَّاه يحصد أيضًا (غلاطية 6: 7). ألم يحِنْ الوقتُ للتَّوقف عن ارتكاب الأخطاء والبَدء في طلب الربِّ؟

أولئك الذين يرفعون أعينَهم إلى الربِّ يتمُّ قبولهم في العائلة الإلهيَّة. يَغفر لهم ويطهِّرهم ويعلِّمهم أن يسلكوا الطريق الصَّحيح. يجدرُ بك أن تكونَ خادماً لله لمجرَّد معرفة أنَّ الشيطان ليس سيّداً لكَ. لكن الأهمَّ هو السَّير بقربِ الربِّ، والتَّمتع بشركةٍ مع الله، والتَّعلم منه.

هناك خطأ آخر يرتكبه العديدُ من أبناء الله وهو أن يكون لديهم "لغة مزدوَجة". يعتنون بلغةِ أفواههم، ويقولون كلماتٍ لطيفة جدَّاً؛ لكنَّهم يلعنون في دواخلهم ويَسخرون من الذين لا ينعَمون بنفس الامتيازات التي يتمتَّعون بها. أولئك الذين يتصرَّفون بهذه الطريقة لا يَفهمون أنَّهم سوف يسقطون في الهاوية في يومٍ من الأيام. لا تدع فمك أو نفسَك تجعل جسَدك كلّه يُخطئ. كُنْ نظيفًا من الدَّاخل والخارج.

لقد ملأنا الخالقُ بالحِكمة كي نزرعَ بذارًا حسَنة في هذه الحياة، وهو يغضب عندما نسمح للأكاذيب والغرور والأشياء السَّيئة الأخرى أن تدخل إلى قلوبنا. احترِسْ لئلَّا يجعلك الشَّيطان بين يديه. اطلب الربَّ واسمح للرُّوح القدس أن يعلِّمك؛ وهذا سيُبقي العدوَّ بعيداً عنك.

اتخذ قرارًا: من الآن فصاعدًا، وحده الربُّ الذي سيقود حياتك. اختر أن تتعلَّم من يسوع، فهو لطيفٌ ومتواضعُ القلب (متى٢٩:١١)، ستنجح في كلِّ ما تفعله إذا سِرتَ معه. فلا تحتقر سعادَتك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز