-
-
مَعَ الطَّاهِرِ تَكُونُ طَاهِرًا، وَمَعَ الأَعْوَجِ تَكُونُ مُلْتَوِيًا. (2صموئيل27:22)
من أهمِّ الأشياء في الحياة أن يكون لديك قلبٌ وعقلٌ وفكرٌ نقيّ. ليس هناك شكٌّ في أنَّ الربَّ سوف يحرِّرك تماماً من الإغراءات عندما تتخلَّى عن أيِّ اتصال مع العدوِّ وتمارس الحقَّ بصدقٍ. إذا لم تتصرَّف بهذه الطريقة، فلن يكونَ الآبُ كصديق وطبيبٍ وموردٍ لجميع احتياجاتك.
لا يُدرك الذين يتستَّرون على أخطائهم ويكذبون، أنَّ مواقفهم تمنع الربَّ من التَّصرُّف لصالحِهم. على الرُّغم من أنَّه أبونا ومستعدٌّ للمغفرة دائماً، لكن لا يُمكنه مساعدتنا إذا كانت مواقفنا خاطئة. فعندما وجد يسوعُ رجلاً في حاجة ماسَّة عند بركة بيت حسدا، لم يَشفِ الرَّجل فحسب، بل أمره ألَّا يخطئ فيما بعد أيضاً (يوحنا 5).
إنَّها جزءٌ من طبيعتنا الخاطئة ألَّا نعترف بخطايانا. فالإنسانُ يخطئ ولا يفكِّر في نتيجة ما سيحدث، ثمَّ يبحث عن أعذارٍ لاحقاً لتبرير أخطائه- وعندما لا يجد أعذاراً، فإنَّه يختلق الأكاذيب. هذا ما حدثَ لآدم، أبينا الأوّل، الذي ألقى باللَّوم على حوَّاء، التي حوّلت المسؤولية إلى الحيَّة. فإذا كنت قد خُدِعت بالتَّجربة، حرِّر نفسك من العبءِ الثَّقيل الذي يقع عليك.
لو لم يكذب جيحزي، خادم أليشع، بل اعترف بخطاياه وتابَ، فمن المؤكَّد ألَّا ينتهي به الأمر إلى برصِ نعمان (ملوك الثاني 5: 20-27). وعندما حذَّر ناثان داود بأنَّه مسؤولٌ عن سَرِقة حَمَل الرَّجل الفقير، اعترف الملك بخطيَّته على الفور (2 صم 12: 1-13). لكنَّ الذين لديهم قلبٌ آثِم يفضِّلون أن يكذبوا، فيُظهر الربُّ فِطنته لهم.
يستخدم الله اليوم خدَّامه لتحذير الذين يسيرون في اتجاه خاطئ، تمامًا كما استخدم يوحنا المعمدان الذي حذَّر الملك هيرودس من أنَّه غير مسموحٍ له أن يأخذ زوجة أخيه. أُتيحَت للملك فُرَصٌ كثيرة للتَّوبة عن خطيته، لكنه أُغرِي بجمال تلك المرأة. ذاتَ يومٍ وعد ابنة عشيقتهِ وقتل يوحنا المَعمدان (متى ١٤: ١-١١).
إنَّ هذا يُثبت أنَّ من يخفي أخطائه يقيم في قبضة العدوِّ، ويمكن أن يستخدمه الشَّيطان لإلحاق الضَّرر بالآخرين وبأنفسهم. أمر الربُّ هؤلاء الناس، الذين لا يحبُّونه، أن يتخلَّصوا من خصمِهم سريعاً وهم معه في الطريق (لوقا58:12).
أليس من الأسهل مطاردة الذي سبَّب لك المتاعب وإخباره بالحقيقة؟ لماذا تسمح للشَّيطان أن يدعَك بين يديه إن أمكنك التحرُّر؟ إذا وافتك المنيَّة اليوم فما هو مصيرك؟ إذا تعرَّضت للتَّجربة، فأنت لستَ مذنباً؛ ولكن إذا أخطأتَ فقط، وإن أخطأتَ دون أن تعترف، فلن تنجو من الدَّينونة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز