-
-
وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا الْمَحَبَّةَ الَّتِي ِللهِ فِينَا. اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ. (يوحنا الأولى16:4)
يُمكن مقارنة القصور في الحياة الرُّوحية باللِّص، لأنَّه يسرق حقوق كلّ خادم لله في المسيح. لذلك يجب ألَّا يؤمن المولودُ في عائلة الربِّ فحسب، بل يسعى ما إلى معرفة المحبَّة التي منحَها له الآبُ أيضاً. وهكذا سيرى مِقدار ما يُمكن أن يحصلَ عليه ويتمتَّع به من الله القدير الذي يَحترم كلَّ وعدٍ قطعه. إلى جانبِ ذلك، فإنَّ مِثل هذا الشَّخص سوف يَثبت في الله والله فيه (1 يو 4 ، 12 ، 13).
المسيحيُّون الذين لا يفعلون شيئًا فيما يتعلَّق بإيمانهم بيسوع يخسرون الكثير. من أسرارِ الانتصار أن تضعَ في قلبك ما أعلنه الله في كلمته. إنَّ عدم اليقين بما يقوله هو بمثابة إعلان أنَّك لا تعرف الحكمة الإلهيَّة في حياتك. إذا لم تتعلَّم من دروسك وممَّا يعطيك الربُّ إيَّاه، فستفقد العمل العظيم الذي أعدَّه لمصلحتك.
يصبح الشَّخص الذي يؤمن عضوًا في جسَد المسيح، وبالتَّالي يتمتَّع بحقوق وامتيازاتٍ لا ينبغي أن يزدري بها. عندما عاد الابنُ الضَّال إلى المنزل- على الرُّغم من أنَّه اتَّخذ قرارًا فظيعًا بالخروج إلى العالم مطالبًا بحقوقِه- أصدَرَ والدُه الأمر بأن يلبس الحلَّة الأولى (وحيٌ جديد)، وأن يُوضع خاتمٌ في إصبعه (رمزٌ من سلطة الأسرة)، وأن يلبس حذاءً جديدًا في قدميه ليتمكَّن من الدَّوس على قوَّة العدوِّ. لم يُقبَل كمواطنٍ من "الدَّرجة الثَّانية"، ولا باعتباره "شخصاً ما"، ولكن كعضوٍ في العائلة الملوكية. وهكذا الحفل الذي أقامه والدُ الابن الضَّال عند عودته هو رمزٌ لِما يحدث عند رجوعنا إليه. لهذا يجب أن تمارس حقوقك بصفتك عضوًا في جسدِ الربّ.
الحقيقة هي أنَّ العليَّ يحترمُ كلَّ وعد قطعه، لأنَّ كلماته لن تزول أبدًا (مر 13 ، 31). إنَّه ينظر إلى قراراتك لتحقيق كلِّ ما تخطِّط له. لذلك يجب ألَّا تخجل من طلبِ كلِّ عطيةٍ حصلتَ عليها من الحبُّ الإلهي. يعلنُ الكتاب المقدَّس أنَّ الله محبَّة، وهذا يعني، بعبارة أخرى، أنَّه يعمل دائمًا لصالحك.
وهكذا في كلِّ مرَّة تقوم فيها بتنفيذ وصايا الربِّ، سترى أنَّه بجانبك، ويعمل على تنفيذ خططه حتى يتمَّ تأكيد كلِّ شيء لمصلحتك. الله يثبت كلام خدَّامه دائماً (أش 44، 26). لهذا السَّبب، قُمْ الآن واجعل محبَّة الله تعمل لصالحِك. وسترى أنَّه فيك وأنت فيه. لا تهرب ممَّا يقوله لك القدير كي تفعله، لأنَّه كأبٍ حقيقي يريد ما هو الأفضل لحياتك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز