-
-
ضِدَّ حياتك
حَتَّى يَشُقَّ سَهْمٌ كَبِدَهُ. كَطَيْرٍ يُسْرِعُ إِلَى الْفَخِّ وَلاَ يَدْرِي أَنَّهُ لِنَفْسِهِ. (أمثال23:7)
يحتاج الإنسانُ إلى اختيار من سيخدم. فهناك المجرِّب صاحب الباب الواسع، الذي يدعوك دائمًا "للاستمتاع" بالحياة، بكلِّ سِحرها وإغراءاتها، عِلماً أنَّ أيام الإنسان قصيرة. من جهةٍ أخرى، هناك روحُ الربِّ الذي يحذِّرك من الأخطار ويُظهر لك مزايا خدمة الله وتهيئة نفسك للحياة الأبدية (مت 7 ، 13).
يُخبرنا الكتاب المقدَّس في (أمثال ٧-٧ ) عن شابٍّ لا يفهم شيئًا، وهو يمثِّل كلَّ شخصٍ يقوده هَواه. فالمخططات الشِّريرة خطيرة لدرجة أنَّ كلَّ من يسعى إلى فِعل الخير يجب أن يصلِّي على الفور متى واجهَها. كلُّ تجربة هي عملٌ كاملٌ ترسله مملكة الظُّلمة لسبي الذين لا يفهمون، من أجل قيادتهم إلى المسلخ. ومن يستمع إليها يدفع ثمناً باهظاً.
عندما يُغري الشَّيطان شخصاً ما، يستغلُّ نقطة ضعفٍ معيَّنة أو حاجته العاجلة. إنَّه يتوقع ويحسب ويجهز كلَّ شيءٍ كي يُشعِر ضحيَّته بأنَّه شخصٌ مختلف، فيرى سببًا لقبول اقتراحه. ولكن بعد فِعل ما يريده العدوُّ، تشعر الضَّحية المخدوعة بأنَّها أسوأ شخصٍ في العالم. من لا يستمع إلى التَّحذيرات الإلهيَّة يُدرك أنَّه قد تصرَّف كأحمقٍ.
لا ينبغي الاستماع لسِحر الزانية (أم17:7)! على سبيل المثال، أخبر يوسُف في مِصر زوجة فوطيفار أنَّ زوجها قد عَهِد إليه بكلِّ شيء في منزله تقريبًا، باستثنائها. وقال أيضًا إنه إذا استجاب لطلبِها وارتكبَ الخطيَّة معها، فإنّ هذه الخطية تكون موجهة ضدَّ الله (تك39: 7-9). يجب على جميع الأشخاص ذوي الفطرة السَّليمة أن يكون لديهم ذات الفكرة في قلوبهم. عندما يتمُّ تقديم دعوة مَخفية أو صريحة لك، يجب رفضَها على الفور.
أعدَّ العدوُّ سهمَه وسيطلقه عليك إذا جعلتَ نفسَك أحدَ أهدافه. وهكذا سيشقُّ سهمُ الشِّرير كبِدك، وستعلق قدمك في الفخِّ وتُذبَح (أم7: 21-23). حان الوقتُ الآن للتراجع عن القرارات السَّيئة التي ربما تكون قد اتَّخذتها بالفعل. الربُّ لديه القوة ليحرِّرك من أيِّ شِرك ربما يكون قد قيَّدك. لذلك اتَّخذ القرار الصَّحيح.
قال أحدهم إننا لا نستطيع منع الطائر من التحليق فوق رؤوسنا، لكننا نستطيع منعه من أن يجعل عشَّه في رؤوسنا. ينظر الله إلى قلبك ليرى الموقف الذي ستتَّخذه.
لا تدخل من الباب الواسع لانه سيقودك الى الهلاك. الباب الضَّيق مفتوح. وستحصل على رضا الربِّ وإذا مررتَ فيه. لذلك، لماذا تجرِّب كراهية العدوِّ مادمتَ تستطيع الاستمتاع بمحبَّة الله؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز