-
-
توخّي الحَذر ليس كافياً
وَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى بَيْدَرِ كِيدُونَ، مَدَّ عُزَّا يَدَهُ لِيُمْسِكَ التَّابُوتَ، لأَنَّ الثِّيرَانَ انْشَمَصَتْ. (أخبار الأيام الأول9:13)
كلَّما عرفنا المزيد عن عملِ الله، زاد فهمُنا للخوف الذي ندين بهِ له. في الواقع، علينا أن نفعلَ الإرادة الإلهيَّة بخوفٍ ورعدة (أف5:5). إذا لم يكن ذلك تحت إشراف الربِّ، فقد نعمل ضدَّ الخطة الإلهية. لهذا السَّبب حاول أن تكون مستعدًّا لئلَّا تخجل. ظنَّ عزَّا أنه كان يفعل شيئًا مفيدًا لله، لكنَّه أُصيبَ بالذُّهول. هذه الحقيقة أحزنت الملك داود كثيراً.
يجب أن يسعى خادمُ العليِّ الذي يرغب في رؤية عمل الله قائمًا، وليس محترقًا، إلى العيش في شركة مع الآب. عندما يحدِّد الإنسانُ أنَّ شيئًا ما غير صحيح، لكنَّه ينتظر توجيهات السَّماء ليضع يده على ما يبدو أنَّه يحتاج إلى تدخّلٍ ما، فستتمُّ مكافأته جدَّا. من المُحتمل أنَّ أيِّ شخص متديِّن آخر كان سيفعل نفس الشَّيء الذي فعله عزَّا.
بأيَّة حالٍ، هل يحتاج الله إلى مساعدةٍ من الإنسان؟ هل يسمح لنا أن نفعل شيئًا لعمله كلطفٍ منّا؟ متى استخدمنا في خِطَطه، فهو بلا شكٍّ يقدِّم لنا معروفًا عظيمًا. سيكونُ كلّ ما نفعله لله، بدون مسحةٍ إلهيّة، مجرَّد هدرٍ للوقت. لا يوجد شيءٌ بداخلنا أو يمكن أن يأتي منَّا، قادر على تحقيق شيء ما كما لو كان الله بحاجة إلى أيِّ مساعدة.
نظرًا لأنَّ رؤيتنا للعالم الرُّوحي عمياء تقريبًا، لا يمكننا معرفة الذي ننوي فِعله صحيحًا أم خاطئًا. إذا لم يكن لدينا إرشادٌ إلهيّ فإنَّ ما نرغب فِعله قد يكون نيَّة شرِّيرة، وبقيامنا بذلك، قد نعمل ضدَّ خطة الله، الذي لن يُفاجأ أو ينسى ليكون مستعدًا لتحقيق هدفه.
إنَّ توجّهنا الكتابي هو أن تجْتَهِدْ كي تُقِيمَ نَفْسَكَ ِللهِ مُزَكُى، عَامِلاً لاَ يُخْزَى، مُفَصِّلاً كَلِمَةَ الْحَقِّ بِالاسْتِقَامَةِ. (2 تيمو15:2). ثمَّ بطريقة مذهلة، سيقودك الربُّ إلى التَّحدث والعَمل، أو عدم الكلام أو التصرُّف، حسب الموقف. وهكذا سوف نرى أنَّ ما أوعز به الربُّ هو مطلوبٌ حقًا في النِّهاية. لقد أعدَّ الربُّ منذ زمن بعيدٍ، لتحقيق ما يجب القيام به اليوم.
عُزّا المسكين! عندما رأى الثِّيران تتعثَّر، ضُرِب لأنَّه سلك بالجسَد واعتقد أنَّ التابوت سيسقط. في الكتاب المقدَّس بأكملهِ، نرى أنه لم يكن هناك نجاة لشعب الله في كثير من الأحيان، ولكن بفعلٍ بسيط، أظهر الربُّ أنه يعرف كيف يتصرَّف ويهتمُّ بالذين يطيعونه.
ربما أعدَّ العليُّ معجزة رائعة في تلك اللَّحظة، لكنَّ عزّا وضع نفسَه في الوسط. ممَّا جعل الملك داود حزينًا جدًا، ولكنَّه لم يخطئ بشفتيه لأنَّه كان يخاف الربَّ، وكان ممتلئًا بالاحترام تجاه العليّ.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز