-
-
كيفيَّة بناءِ البَيت
بِالْحِكْمَةِ يُبْنَى الْبَيْتُ وَبِالْفَهْمِ يُثَبَّتُ، وَبِالْمَعْرِفَةِ تَمْتَلِئُ الْمَخَادِعُ مِنْ كُلِّ ثَرْوَةٍ كَرِيمَةٍ وَنَفِيسَةٍ. (أمثال24: 3-4)
تُرشدنا هذه الآية إلى كيفيَّة بناء بيتنا الذي هو هيكل الربِّ. الإرشاد الأوَّل هو أنَّه بدون حكمة لن يتمَّ بناء منزلنا بشكلٍ صحيحٍ. ثانيًا، نحن بحاجةٍ إلى الفهم حتى يتمَّ إنشاء منزلنا. أخيرًا نحتاج إلى المعرفة التي ستُساعدنا على ملءِ الغُرف بثرواتٍ ثمينة. إذا فعلنا ذلك، فإنَّنا سنحتلُّ مكانتنا في العالم الرُّوحي وسوف نحقِّق الرِّسالة التي أعطاها لنا، وهي أن نكون بركة.
يقولُ يعقوبُ أنَّ من يفتقر إلى الحِكمة يجب أن يطلبَها فستُعطى له (يع5:1). أعلم أنَّني في حاجة ماسَّة إلى هذه الفضيلة، لأنَّني أدرك أنَّها ليست متوفِّرة في داخلي. ولكن بما أنَّني أسعى إلى بناء منزلٍ قويٍّ وثابت ضدَّ أفخاخ العدوِّ الهدَّامة، فلا يُمكنني تجاهل ما تقوله الكلمة. يقولُ الوحيُ أنَّ الحكمة تبني البيت. ولو كانت هناك طريقة أخرى، لكُشِفت لنا.
نحن بحاجةٍ إلى الفهم للحفاظ على المنزل الذي تمَّ بناؤه. لا يكفي مجرَّد بنائه، بل يحتاج إلى تمكينهِ. الطريقة التي نتعامل بها مع مثل هذا الشَّيء هي نفس الطريقة التي نحصل بها على الحكمة: نرفع أصواتنا في الصَّلاة. لذلك، افعل ذلك الآن، بإيمانٍ وتصميم لأنَّ الربَّ لن يقول شيئا ما لم يكن مستعدًا لمنحِنا إيَّاه. يجب بناء منزلك وتأسيسهِ على الصَّخر الابدي.
إذا كنتَ تتأمل في الكلمة، فسوف تحصل على المعرفة الهامَّة لجميع الغُرف الدَّاخلية الخاصَّة بك، والتي ستمتلئ بكلِّ الثَّروات الثَّمينة والسَّارة. الربُّ لا يمنع خيراً عن السالكين باستقامةٍ (مز11:84)، أولئك الذين يتصرَّفون بهذه الهِبات وفقًا للكتاب المقدَّس، لن ينجح ضدَّهم أيُّ سلاح يصنعه الشَّيطان (إش17:54)
ما يعطيك الله إيَّاه لملء مخازنك مفيدٌ للغاية. كما نعلم، يجولُ العدوُّ مثل أسدٍ زائر طالباً من يبتلعه هوَ (1بط8:5). أحياناً، يضع الشَّيطان في قلوبنا شهوات الزِّنى، الدَّعارة، الخداع، الكبرياء، الغرور، وما إلى ذلك. ولكن إذا كان منزلك مليئًا بالثروات الثَّمينة والسَّارة، فستكون بركة من جميع النواحي.
ما يُعطينا الله إيَّاه ثمينٌ ومُشبِعٌ. وبهذه الأسلحة، ستواجه أيَّ هجوم من الجحيم وستهزمه. حتى لو حاول العدوُّ قصارى جهده كي يضربك، حافظ على ثباتك وهدوئك، لأنك ستتمكَّن حينها من إحباط جميع أهدافه الضَّارة. العطايا الإلهية ممتعة. وهو يمنح لكلِّ من يتَّقيه الحكمة والفهم والمعرفة.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز