عندما يدخلُ الشَّيطان

فَدَخَلَ الشَّيْطَانُ فِي يَهُوذَا الَّذِي يُدْعَى الإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الاثْنَيْ عَشَرَ. فَمَضَى وَتَكَلَّمَ مَعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ الْجُنْدِ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ إِلَيْهِمْ. فَفَرِحُوا وَعَاهَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. (لوقا22: 3-5)

تتناول هذه الرِّسالة أحدَ أخطر الأشياء التي يُمكن أن تحدث في حياتك: الاستسلام للتَّجربة. لا يمكنك تخيُّل ما سيحدث لك إذا تمكَّن العدوُّ من تحقيق ما خطّطه لحياتك. التَّجربة لا تعني أنك أخطأت، لكنَّ الخطية تجعلك تفتح الباب لسيِّدها، إبليس، كي يدخل حياتك. كلُّ من يتعرَّض للتَّجربة يتعرَّض لخطرٍ عظيمٍ.

عندما وافق يهوذا الإسخريوطي- أمينُ صندوق خدمة يسوع- على قبول طلب السُّلطات اليهوديَّة لتسليم يسوع، دخله الشَّيطان. كان يهوذا بالفعل على علاقة مع الشَّيطان. لا نعرف ما إذا كان يهوذا على علاقةٍ مع أيٍّ من السُّلطات في إسرائيل، أو إذا كان أحدُهم قد أخبره أنَّهم مستعدُّون لمكافأة الشَّخص الذي يسلِّمهم المسيح.

كذلك أيضاً، لقد استسلم يهوذا لتجارب أخرى عدَّة مرَّاتٍ، ولكنَّ الموصوفة هنا في لوقا 22 هي واحدة من أسوأ تجاربهِ. كان الوضعُ خطيرًا لدرجة أنَّه بعد قبوله خيانة السيِّد، دخلَ سيِّد الشَّياطين في يهوذا. وكذلك أيضاً، في مناسباتٍ أخرى، حاول روحُ الشَّر بالفعل أن يأخذ جزءًا من المال الذي يخصُّ الربَّ (يو٦:١٢).

عزيزي القارئ، موضوع التَّجربة والاستسلام لها أمرٌ خطير للغاية! إذا كنتَ منجذباً لرغبةٍ معيَّنة أو نظرة خاطئة، أو محادثات لا يجب أن تجريها مع أيِّ شخصٍ- باستثناء شريك حياتك- فتُب الآن بينما لا يزال هناك وقتٌ! وإلَّا سياتي وقتٌ حيث يدخلُ فيكَ قائد الجَحيم، شخصيًا أو عن طريق أحد شياطينه، وستتبع روحك طريق الهلاك.

لا تدع الشِّرير يتمِّم الفتنة في حياتك. إذا كنتَ قد ذهبتَ بعيدًا جدًا، ولم تصل بعدُ إلى النُّقطة التي يُنظر فيها إليك على أنَّك مذنب أمام الربِّ، اتَّخذ الآن قراركَ وكُنْ قويًا واهربْ من التَّجربة! رحمة الربِّ باقية، لكنَّك إذا واصلتَ "مغازلة" العدوِّ، فسوف يتخلَّى الله عنك في النِّهاية. وهذا ما ينتظره الشَّيطان تماماً. لذلك اهربْ طالما هناك وقتٌ!

أفضل طريقةٍ للتَّحرر من اقتراحات الجحيم هي أن تلجأ إلى الربِّ بالصَّلاة وأن تخبره بكلِّ ما يحدث. في نفسِ اللَّحظة التي تخبر فيها الآب عن التَّجربة التي تتعرَّض لها، سيجعلك تفهم ما يجب عليك فعله. وفي نفس الصَّلاة، إضافة إلى طلب المغفرة والحصول عليها، قرِّر أن تكسر كلَّ القيود التي تربطك بالخطيئة. افعل ذلك قبل أن يصبح العدوُّ هو سيِّد حياتك.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز