-
-
أعمىً بسببِ الخطيئة
فَكَانَ السُّعَاةُ يَعْبُرُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ فِي أَرْضِ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى زَبُولُونَ، فَكَانُوا يَضْحَكُونَ عَلَيْهِمْ وَيَهْزَأُونَ بِهِمْ. (أخبار الأيام الثاني10:30)
أسوأ شيءٍ يمكنُ أن يحدثَ لأيِّ شخصٍ يعرف الربَّ هو أن يفقد محبَّة الله. أولئك الذين يتوقَّفون عن محبَّة الله يضلُّون تمامًا في مملكة الظلمة حيث المشقَّة فقط. بعضُ النَّاس أعماهم الشَّيطان لدرجة أنَّهم لم يعودوا يشعرون بأيِّ رغبة في العودة إلى الآب، على الرُّغم من معرفتهم جيدًا أنَّ الشَّيطان لا يمتلك سوى الشَّر. والذين ابتعدوا عن الربِّ لا يستطيعون رؤية أنَّهم مسؤولون عن معاناتهم.
لأنَّهم تخلُّوا عن إيمانهم، لم يَعُد لديهم رؤية روحية، وإذا لم تكن هناك توبة، فسيكون مصيرُهم رهيبًا. عندما قسّم يربعام إسرائيل، حيث اجتمع عشرة أسباط لتكوين المملكة الشّمالية، التي كانت تسمَّى آنذاك مملكة إسرائيل (1ملوك 11)، كان أملُ آلاف النَّاس الذين لم يتمكَّنوا من تحمُّل الأعباء الثَّقيلة التي فرضها الملك رحبعام. لكن ما تبع ذلك كان أسوأ شيءٍ يمكن أن يحدث لهم- لقد وقعوا في السِّحر.
لكنَّ العكس حدث ليهوذا. على الرُّغم من أنَّ يهوذا كان لديه عدد قليل من الملوك الطائشين، إلَّا أنَّ معظمهم كانوا يخافون الربَّ. حزقيا، على سبيل المثال، ابن الملك آحاز- الذي كان منحرفًا أثناء حكم أبيه- شهد غزو الآشوريين لمملكة إسرائيل، مع نفي قادتها إلى حيث لم يعودوا أبدًا. عندما تولَّى الحكم في مملكة يهوذا، أعاد شعبه بسرعة إلى الربِّ (أخبار الأيام الثاني٢٩: ١-١١).
ونتيجةً لذلك، تأسَّست مملكة حزقيا التي اعتمدت على إشعياء نبيّ الربِّ. بعد بضع سنواتٍ، عندما حاول سنحاريب غزو أراضيه، أثبت حزقيا أنَّه رجل الله من خلال مقاومة غزو العدوِّ. حيث تحوَّلت شجاعة ملك أشور إلى مأساةٍ كبرى، وعاد إلى أرضه بعد أن رأى ملاك الربِّ يقتل 185000 جنديٍّ في ليلةٍ واحدة (2 ملوك١٩:٣٥).
في أوجِ أيامه، كان الملكُ حزقيَّا أكثر حكمة ممَّن سبقوه، لأنَّه طلب الربَّ حقًا. وكلُّ شيء سار على ما يرام، فقرَّر الاحتفال بعيد الفِصح في أورشليم وشعر أنه يجب أن يدعو شعب إسرائيل الذين نجوا من المنفى الآشوري. لذلك طلب الملك من السُّعاة الذَّهاب من مدينة إلى أخرى، ودعا النَّاس للانضمام إليه في الاحتفال. لكنَّ الكثيرين منهم لم يعودوا يخافون الربَّ، فضحكوا وسخِروا من الذين دعوهم (أخبار الأيام الثاني 30).
اليوم العديد من "الأطبَّاء والحكماء" من جيلنا لديهم نفس الموقف عندما يسمعون عن الخلاص بيسوع. ولأنَّهم يعتقدون أنَّهم لا يحتاجون إلى الله، فسوف يقضون الأبدية في بحيرة النَّار. لكن يجب ألَّا نفوِّت أيَّ فرصة للتَّحدُّث عن محبة الله أبداً، حيث يكون هناك أشخاص يستمعون إلى رسالتنا دائماً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز