-
-
رسالةُ يسوع إلى بولس
وَفِي اللَّيْلَةِ التَّالِيَةِ وَقَفَ بِهِ الرَّبُّ وَقَالَ:«ثِقْ يَا بُولُسُ! لأَنَّكَ كَمَا شَهِدْتَ بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ، هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومِيَةَ أَيْضًا». (أعمال الرُّسل11:23)
يجب أن نحاربَ مستخدمين أسلحة البرِّ فقط كي نتمكَّن من الكرازة بالإنجيل؛ وإلَّا لن تُتاح الفرصة للخطاة كي يسمعوا رسالة الخلاص. يجب ألَّا نسمح للشَّيطان أن يغضِبنا، لئلّا نقوم بأيِّ تصرُّف ضدَّ خطة الله. لذلك لا تصلي أبدًا ليهلك الربُّ أولئك الذين يقاومون الكرازة بالحقِّ، على سبيل المثال، لأنَّ الربَّ يريد للجميع أن يكون لديهم معرفة كاملة بإرادته.
إنَّ الله القدير لا يحتاج أن نلجأ إلى الحِيَل أو الوسائل المشكوك فيها لقيادة الضَّالين إلى الخلاص. لذلك، إذا استخدمنا مِثل هذه الأشياء، فسيذهب عملنا سُدىً. إنَّ الوسائل التي أعطانا الله إيَّاها مُسجَّلة في الكتاب المقدَّس. فالأشخاص الذين يدَّعون أنَّهم يقومون بعمل الله ويتصرَّفون بطريقة تتعارض مع الكتاب المقدَّس يهدرون وقتهم ولا تشملهم حمايته.
يحقُّ لنا أن نطلب الحياة للجميع وليس الموت. إذا نفَّذ أيُّ شخص عمله بوسائل غير شريفة أو ظالمًة أو آثمًة، فسيكون قد أعاق عمل الله، متيحاً لنفسه أن يُخدع بروح الشَّر الذي يثير النَّاس ضدَّ رسالة الخلاص. لن ينمو الإنجيل أبدًا من خلال استخدام نارٍ غريبة. والذين تتعارض تعاليمهم مع مبادئ الكتاب المقدَّس لا يعرفون الربَّ ولم يروه أبدًا.
لن يدمِّر الله حياة الذين يعارضون الحق عند قيامِه بعمله؛ وإلَّا لكان قد تغيَّر وهذا لن يحدث أبدًا (عبرانيين٨:١٣). الحبُّ وحده هو القادر على التَّغلب على الكراهية، والحقيقة وحدها هي التي تتغلَّب على الكذب، والنُّور وحده هو الذي يقهر الظلام. إنَّ الطريقة التي يعمل الله بها لن تكون مماثلة لطريقة عمل الشَّيطان أبداً. الحقيقة هي أنه من الضَّروري أن يفقد الكثيرون حياتهم حتى يخلصَ الآخرون.
يجب علينا اغتنام الفُرص التي تظهر دائماً؛ ولكن في الوقت نفسه، يجب أن نحافظ على هدوئنا وألَّا نفوت اللَّحظة المناسبة ليدخل النُّور إلى القلوب المكسورة عند مواجهة أيِّ اضطهادٍ. يحبُّ الربُّ ويريد أن يخلِّص الذين يعارضون الحقّ بشدَّة، ولا يُسَرُّ بهلاكِهم.
مهمَّتنا هي الكرازة برسالة الخلاص. فلا تستسلم للتَّجربة وحاول حلَّ مشكلاتك بنفسِك إذا مررتَ بصعوبة أثناء قيامِك بمهمَّتك، ولا تستخدم وسائل مشكوكٌ فيها للتَّخلص من أيِّ فشل. السِّر هو أن تتحلَّى بالشَّجاعة للتحدُّث عن يسوع في كلٍّ من أورشليم وروما. بالنِّهاية، أعطاك الله القوَّة لتنفِّذ أعماله بنفس الطريقة التي فعلها يسوع (يوحنا١٢:١٤).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر.سوارز