مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ يَطْلُبُ مَجْدَ نَفْسِهِ، وَأَمَّا مَنْ يَطْلُبُ مَجْدَ الَّذِي أَرْسَلَهُ فَهُوَ صَادِقٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمٌ. (يوحنا18:7)

من يتكلَّم من نفسِه لا يعني مدح نفسهِ فقط، بل استخدام الحُجج والوسائل الخاصَّة لتنفيذ عمل الله أيضاً. إذا لم يكن المسيحيُّ حريصًا، فسيتحكَّم عقله في حياتهِ، وبدلاً من أن يكون نبيًّا لله القدير، سيقول رؤيته الخاصَّة، وسيتَّخذ قراراتٍ يَراها صائبة، لكنَّه في النِّهاية سيدرك أنَّه أعاقَ خطة الله. عندما يستخدم الرُّوح القدس ولداً من أبناء الله، فإنَّه يفكِّر ويتحدَّث ويعمل بنفس طريقة السَّيد.

الوحيُ المُعطى لنا أعظم وأقوى من أيِّ حُججٍ بشرية. ما يخصُّ الإنسان ينتمي إلى هذا العالم، لذلك فهو غير قادر على التَّغلب على الرُّؤساء وعلى السَّلاطين وأجناد الشَّر الرُّوحية في السَّماويات (أفسس12:6). يجب أن نقاتل ضدَّ تلك القوى. أمَّا الحُجج البشرية في الحرب الرُّوحية، حتى لو ظهرت في أقدس قلبٍ وأكثرهم تكريسًا، لا يمكنها التَّغلب على الشَّر.

يجب أن نطلبَ ما يأتي من الله. بهذه الطريقة فقط يكون لدينا الكلمة التي لها القوَّة السَّماوية لفكِّ جميع أعمال الشَّيطان. ركَّز يسوعُ كلَّ انتباهه عندما شفى حماة بطرس. وكان يعلم أنَّ مرضها مصدره الشَّيطان ليسبِّب لها المعاناة، وفي نفس الوقت، ليجعلَ بطرس خجِلاً. لا تتراجع في مواجهة أيِّ هجوم لقوى الشَّر: كُنْ صامداً وتصرَّف بشجاعة.

عندما تطلب مجد الله، يمكنك أن تقوم بنفس الأعمال التي قام بها يسوع. وهكذا يريد الله أن يرى كلَّ واحدٍ من أبنائه. لذلك إذا كان فيك شرٌّ ما، فتخلَّص منه حالاً، لأنَّ الله لا يمكنه التَّصرف بنا عندما نخفي الخطايا في دواخلنا. يقول الكتاب المقدَّس أنَّ آثامنا تفصلنا عن الربِّ (إشعياء2:59أ). لكنَّنا نستطيع فعل كلَّ شيء ما دمنا في شركةٍ معه.

خدَّام الله الحقيقيُّون يطلبون مجده. أمَّا الذين يدّعون أنَّ الله أرسلهم فيهتمُّون بالمكاسب الشَّخصية، وهم انتقائيون بشأن كيف وأين ومتى "يخدمون" باسم الله، ولا يحقِّقون شيئاً عندما يتصرَّفون بهذه الطريقة. أمَّا خادم الله الحقيقي هو مثل الرِّيح التي تهبُّ حيث تشاء، لا تعرف من أين تأتي ولا أين تذهب (يوحنا8:3). هؤلاء هم الأشخاص الذين يجب أن نجدهم.

لا يوجد إثمٌ في الذين يخدمون الله. تخرج من أفواههم كلماتٌ تبني فقط، ويستخدمها روحُ الله دائمًا، ممَّا يُثبت أنَّهم كانوا مع يسوع. يمكنك ويجب أن تسعى جاهداً لتكون هذا النَّوع من الأشخاص. لا يهمَّ نشاطك هنا، لأنَّ الربَّ لا يزال حتى يومنا هذا يستخدم الذين يستجيبون لدعوته لإعداد وتقديم أنفسِهم لله بتفانِ (2تيموثاوس15:2). كُن خادمًا حقيقيًا لله.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز