-
-
قَدِ ارْتَفَعَتِ الْمِقْمَعَةُ عَلَى وَجْهِكِ. احْرُسِ الْحِصْنَ. رَاقِبِ الطَّرِيقَ. شَدِّدِ الْحَقْوَيْنِ. مَكِّنِ الْقُوَّةَ جِدًّا. (ناحوم1:2)
قدِّمت هذه الوصيَّة الى مدينة نِنوى عاصمة أشُّور. بنفس الطريقة، عندما يستخدم شخصٌ ما الكلمة ليتحدَّث إلى قلبك، تصبح رسالة مهمَّة لحياتك. يتوقع الربُّ من أولاده أن يكونوا حصيفين، وأن يستفيدوا من آياتِه، وأن يتجنَّبوا المخططات الشَّيطانية ضدَّهم. الغرض من تحذيرك هو أن تتجنَّب اللَّحظات العصيبة.
من ناحيةٍ أخرى، عندما يأتي المُهلك أمام أحد أبناء الله، فهذا لا يعني أنّه سيحقِّق أهدافه. سيكون الخادم الحكيم حذرًا في إعداد نفسِه حتى يقاوم ويهزم هجمات العدوِّ. الشَّيء الوحيد المطلوب هو أن يقوم هذا الخادم بتنفيذ القوَّة السَّماوية التي تمَّ الاستغناء بها، باستخدام اسم يسوع. النَّجاح مؤكّد وحقيقي، لأنَّه مكتوبٌ أنَّ أبواب الجحيم لن تقوى على المخلَّصين (متى١٦:١٨).
فيما يتعلَّق بالتَّعليمات التي ندرسها، فإنّ الأهم من ذلك هو "إدارة الحُصن" - الفهم الذي يمنحك إيَّاه الرُّوح القدس. هذا يعني أنه يجب عليك أن تطلب الشَّركة مع المعزِّي وألَّا تتركه جانبًا كما لو كنت دون صلةٍ به. أولئك الذين لا يطلبون الأقنوم الثَّاني من الثَّالوث الأقدس لا يتمتَّعون بقوَّته الرَّائعة في أوقات الحاجة.
كلُّ وحيٍ يُعطى لك هو طريقٌ جديد حيٌّ ومفتوح، حتى تقترب من الله بواسطتهِ. لذلك، استمرَّ على هذا النَّحو، تأمَّل فيما يمثله وكيف تحقِّقه. نسيان الوحي الذي أُعطي لك خطأ كبير. يسمح المسار غير المزروع بنمو الحشائش والشُّجيرات التي تكون بمثابة موطن للحيوانات السَّامة والخطيرة.
يجب تعزيز قدرتنا على تحمُّل الأعباء- أحقائنا الرُّوحية- حتى نتمكَّن من تحمُّل ثقل جهادنا الرُّوحي. ستُحبط عزيمة الضُّعفاء، لأنَّهم سيأخذون بعين الاعتبار مقدار التَّضحية اللَّازمة للتَّجهيز للمعركة. ولكن الذين تقوَّوا لن يتعبوا من النِّضال بكلِّ قوَّتهم لجعل العدوِّ يتراجع وبالتالي ينالوا النَّصر.
يجب إشعالُ القوَّة التي نتلقاها بمعمودية الرُّوح القدس. سيحدث هذا من خلال القراءة والتأمُّل في الكلمة وفحص ما تمَّ الكشف عنه جيدًا لك. الآن، كلَّما فهمنا مكانتنا في العالم الرُّوحي، زاد استعدادنا للمعركة. هذا أمرٌ لا غِنى عنه بالنِّسبة لنا لكسب معاركنا، والأهم من ذلك، لإرضاء الله. لذلك تقوَّى أكثر.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز