-
-
وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ بِهذَا، إِذَا رَئِيسٌ قَدْ جَاءَ فَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: «إِنَّ ابْنَتِي الآنَ مَاتَتْ، لكِنْ تَعَالَ وَضَعْ يَدَكَ عَلَيْهَا فَتَحْيَا». فَقَامَ يَسُوعُ وَتَبِعَهُ هُوَ وَتَلاَمِيذُهُ. (متى9: 18-19)
بشكلٍ لا يُصدَّق، تبعَ يسوعُ هذا الرَّجل، ومن الواضح أنَّ السَّيد لم يتبع الإنسان كما لو كان هو الطريق إلى الله، لأنَّ المسيحَ وحده هو الطريق. تبِعه ابنُ الله لينهي المعاناة الكبيرة التي مزَّقت قلبَ هذا الأب المسكين: الموتُ المبكِّر لابنته. الإيمان الذي أظهره هذا الرَّجل جعل السَّيد يذهب إلى منزلهِ ويعيد ابنتَه إلى الحياة. وبنفسِ الطريقة، فإنَّ إيمانك سيجعل الربَّ يغيِّر المسار الذي يسير فيه.
عندما اقتربَ هذا الشَّخص من السَّيد، أظهرَ أنَّ لديه إيمانًا كافيًا ليأتي به إلى بيتهِ. أولئك الذين ينتبهون لِما يُمكن أن يفعله الإيمان بيسوع، ينالون ما يَعِد به. من المهمّ أن تكون منفتحًا على ما أُعلنه لك، لأنَّه إن كان لديك إيمان، فإنَّ الربَّ سيستخدم صلاتك. الصُّراخ الذي يَحظى باهتمام الله هو ما يسميه الكتاب المقدَّس صلاة الإيمان. إذا قمتَ بذلك، فستحدث المعجزة حتى لو بدا الوضعُ لا رجوع فيه.
إيمان يايرس قاده إلى الصَّلاة، قائلاً إنَّه على الرُّغم من عدم وجود شيء آخر يفعله من أجل ابنتهِ، لكنَّها ستُشفى وتحيا إذا وضع السَّيد يدَه عليها. كلُّ طلب يتمُّ بالطريقة الصَّحيحة- بإيمان- سيحقِّق النَّتيجة المتوقَّعة. كان على يسوع أن يذهب مع يايرس، لأنَّه أظهرَ جاهزيته كإناءٍ جديد لتلقي النَّبيذ الجديد، كما علّم السَّيد للتوِّ.
تخطى هذا الرَّجل سلسلة من العقبات من أجل إيجاد الشِّفاء لابنتهِ. ذهب إلى يسوع رغم كونه رئيس المَجمع. بسبب هذا العمل، كان من المُمكن أن يواجه مشاكل جدَّية مع زملائه، لأنَّ القادة اليهود لم يقبلوا خدمة يسوع. فعلَ يايرس أكثر من ذلك: سجد للربِّ أمام كلِّ الشَّعب. بهذا الموقف، كان يُعلن أنه يؤمن بربوبية يسوع.
كتب الإنجيلي مرقص أنَّ يايرس أصرَّ على يسوع كي يأتي معه. تخيَّل ماذا كان سيحدث لو رفضَ السَّيد دعوته؟ بالتأكيد سيُعامله الآخرون الذين في مجلس السَّنهدريم بقسوةٍ شديدة. لكنَّ الذين لديهم إيمان لا يقيسون جهودهم ولا يفكرون فيما يمكن أن يحدث إذا أطاعوا الإرشاد الإلهي. الإيمان يجعل الشَّخص المُطيع يتبع التوجيهات التي يتلقاها دون أن يهتمَّ بما قد يحدث.
لا تُهمل ما يخبرك به الإيمان، لأنَّه لن يطلب منك أبدًا أن تفعل الكثير، بل أن تثق في المسيح فقط. الذين يطيعون يعودون بسعادةٍ ويخبرون ما حلَّ بهم. أولئك الذين يفرضون شروطًا لطاعة الدَّعوة الإلهيَّة، يدركون أنَّهم لم يُحسِنوا الاستجابة للمسة السَّماء. اتبع تعليمات كلمة الله دائماً، وفي النِّهاية، سترى أنه كان أفضل شيء يمكن أن تفعله على الإطلاق.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز