رسالة اليوم

18/02/2021 - الرَّجل في حالتهِ الطبيعية

-

-

أَصْغِ إِلَى صُرَاخِي، لأَنِّي قَدْ تَذَلَّلْتُ جِدًّا. نَجِّنِي مِنْ مُضْطَهِدِيَّ، لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنِّي. (مزمور6:142)

في التَّرجمة المُحدَّثة، يُعتبر التَّعبير المنخفض جدًا على أنَّه ضعيفٌ جدًا. هذه هي صورة الإنسان في حالته الطبيعية، عندما لا يحصل على معونة روح الله. الصِّراعات اليومية والإغراءات والإحباطات تؤثر على الذين لا يعرفون كيف يجدون القوَّة في نقاط ضعفهم. المَخرج هو الصُّراخ إلى الربِّ حتى يصغي إلى صراخنا وينقذنا من مضطهدينا الذين هم أقوى منَّا.

الصُّراخ إلى الله لا يعني بالضَّرورة البكاء بصوت عالٍ، ولكن التَّعبير عن طلبٍ حازم وعميق من داخلك، والذي قد يكون أقوى من صرخة مسموعة. إذا كانت هذه الصَّلاة مبنية على ما يقوله الله في كلمته، فقد قبِلها بالتأكيد. كان إسماعيل، ابن إبراهيم وهاجر، مشمولاً بهذه الصَّلاة، في الصَّحراء طالبًا المساعدة الإلهيَّة. وبنفس الطريقة، كان الأمر كذلك مع داود الذي كتب هذا المزمور بإرشاد الربِّ.

لم يكن أعداءُ داود أقوى من خصومنا حالياً، وعلِم صاحبُ المزمور أنَّ الصُّراخ إلى الله سيساعده على النَّجاة. الآن، أولئك الذين لا يفعلون مثل هذا الطلب يقعون في أيدي كائناتٍ فاسدة، غرضها السَّرقة والقتل والتَّدمير (يوحنا10:10 أ). يعلم العليُّ كلَّ ما يحدث معنا، وعندما نصلِّي طالبين المساعدة، يمكنه بالتأكيد أن يخلِّصنا. إن كنت لا تصرخ للربِّ، فأنت تقرِّر هزيمتك.

إذا هاجمك المُضطهد الأخلاقي، فمن غير المُجدي أن تستمرَّ في القول لنفسك أنك لن تسقط. عندما يأتي ليجرِّبك، يجلب معه أدوات الجحيم التي جعلت الكثيرين يقعون في الإغراء. يتمُّ إرسال أرواح الشَّر لتحقيق خطة الشَّيطان. الطريقة الوحيدة لعدم تدميرك واضطهادك من قبل المُجرِّب هي أن تصرخ إلى الله، الذي سينقذك على الفور.

بنفس الطريقة، يهاجم المُضطهِد في المجال المالي. إذا لم تتخلَّص منه، ستكون حياتك بائسة لدرجة أنك تزدري بالله الذي لا علاقة له بتعاستك. الحلُّ الأوَّل هو أن تلاحظ المكان الذي سقطتَ فيه، أو أن ترى الباب الذي فتحته للشَّيطان. هذا ممكن من خلال الكلمة. الحلُّ التالي هو أن تفتح قلبك وتطلب المساعدة الإلهية، فالربُّ هو ملجأنا ومعقلنا ومنقذنا (مز٢:١٨).

أخيرًا، عندما يأتي المضطهِد، قد تشعر بضعفٍ روحي. وتكون بلا حول ولا قوة، لن تكون قادرًا على المقاومة. ولكن إذا صرختَ إلى الآب، في نفس اللَّحظة، سيمنحك القوَّة. ثمَّ بإيمانٍ راسخ، وبِّخ كلَّ قوى الشَّر. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الذين يؤمنون بالله القدير سوف يتقوَّون وسيخجل ويُهزَم العدوُّ، حتى لو كان متهيِّئاً جيدًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز