-
-
فَسَأَلَ أَبَاهُ: «كَمْ مِنَ الزَّمَانِ مُنْذُ أَصَابَهُ هذَا؟» فَقَالَ: «مُنْذُ صِبَاهُ. وَكَثِيرًا مَا أَلْقَاهُ فِي النَّارِ وَفِي الْمَاءِ لِيُهْلِكَهُ. لكِنْ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا». (مرقس9: 21 -22)
بعد أن طرحَ يسوعُ السُّؤال، توقف والدُ الشَّاب المُصاب بالجنون على الفور عن وصفه ليخبر الربَّ أنَّه إذا كان بإمكانه فعل أيِّ شيء، كي يرحمه ويساعده. إنَّ هذا هو موقف معظم النَّاس حول العالم: بما أنَّهم لا يعرفون الإرادة الإلهيَّة، فلا يمكنهم إيجاد حلٍّ لمعاناتهم.
يسيطرُ الإحباطُ على كثير من النَّاس عندما يرون أنَّ معاناتهم تستمرُّ. يشعر معظم النَّاس بالفشل، خاصة أولئك الذين يخضعون للعلاج الطبي ولم يحصلوا على الشِّفاء. يكاد يكون من المستحيل تشجيع شخصٍ محبطٍ، لأنَّ هذا الشَّخص لم يعد يرى الأمل لنهاية معاناته. ولكن عندما يتمُّ التَّبشير بكلمة الله بمسحة الرُّوح القدس، يشعر النَّاس أنَّ الآب الذي في السَّماء يمكنه حلُّ مشاكلهم.
ولكن حتى لو شعروا أنَّ الله قد يحلُّ أمورهم، فإنَّ القليل من الناس يحصلون على بركته، لأنَّ كلَّ ما يفهمونه هو أنَّ الربَّ يمكنه فعل ذلك، لكنَّهم لا يعرفون كيف يسمحون للقدير أن يتصرَّف في حياتهم. نعلم جميعًا أنَّ محطة الطاقة الكهربائية لديها القوَّة الكافية لإضاءة منازلنا. لكن من الضَّروري تركيب الأسلاك والمعدَّات حتى تعمل بشكلٍ صحيح. من المهمّ أن تعرف أنّ الربَّ ليس فقط قويٌّ وصالح، ولكن أيضًا كيفية المُضي قدمًا. هذا هو الأمر!
هل خلق الله الأشياء بطريقة معقَّدة؟ هل يوجد شيء مستحيل عند الله؟ بالطبع الإجابة عن كِلا السُّؤالين هي بالنَّفي. وفي حالتنا كيف نتعامل مع مواقفنا؟ حسنًا، بالنِّسبة لنا، هناك مشكلة واحدة فقط يمكن حلُّها بسهولة: الإيمان. بدون إيمان لن تحصل على ما تطلبه أو ما تحتاجه. كلُّ شيء يدلُّ على أنَّ عدم الإيمان كان الباب الذي فتحه والد ذلك الشَّاب حتى تمكَّن الشَّيطان من تدمير حياة ابنه.
الإيمان هو عطية تنالها من خلال استماعك لكلمة الله (رومية١٧:١٠). وهكذا، تدرك ما لدى الربِّ لحياتك. ولكن، من المهمّ أن نؤمن حتى تحدث الأشياء. بعد أن يأتي الإيمان، يجب أن نصلِّي، معلنين أنّه يمكن أن يحدث لنا حسب الكلمة. ثمَّ يجب أن نؤمن. من لا يؤمن، لا يرى القوَّة الإلهيَّة تعمل. الإيمان شيء يمكن للجميع القيام به، ولكن فقط أولئك الذين يهتمُّون بما يقوله الربُّ هم قادرون على الإيمان.
إذا كنت لا تصدِّق، فسوف تعاني أنت وأقاربك. ولكن إذا أعطيتَ مثالًا جيدًا، فسيتمُّ تشجيع العديد من النُّفوس التي ترتفع للتَّمتع بما لدى الله من أجلِهم. لذلك، عندما نؤمن، نساعد الكثير من النَّاس على العيش بشكلٍ أفضل. من يؤمن يرى مجد الآب ويكونُ جزءاً من أعماله الإلهيَّة (يو٤٠:١١).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز